أعلنت الخدمة الصحفية بكلية الطب بمستشفى ماونت سيناي الأمريكية، عن زارعة خلايا جذعية من الخفافيش قادرة على الإصابة بمرض سارس CoV-2 وحمل نظائر "كوفيد-19" لأول مرة.
ووفقا لكلية الطب، كشفت التجارب على مزارع هذه الخلايا، عن آليات فريدة تساعد الخفافيش على التعايش مع الفيروسات.
وقال البروفيسور أدولفو غارسيا ساستر: "كشفت المقارنة بين هذه الخلايا الجذعية بأجسام مماثلة لثدييات أخرى، عن السمات الفريدة لنشاط حياتها.. وتتمثل الميزة الأكثر غرابة في وجود حويصلات كبيرة داخل هذه الخلايا مليئة بالفيروسات المختلفة، بما في ذلك فيروسات كورونا.. وهذه الفيروسات بطريقة ما لا تمنع خلايا الخفافيش من النمو والتكاثر، مما قد يشير إلى الطبيعة التكافلية لتفاعلاتهم".
ولا يزال معظم العلماء يعتقدون أن المصدر الأصلي لفيروس SARS-CoV-2، والعامل المسبب لـ "كوفيد -19" هو الخفافيش التي تعيش في الغابات في جنوب شرق آسيا.
وولدت هذه الفكرة اهتماما كبيرا بدراسة الفيروسات في مجموعات الخفافيش وطبيعة تفاعلات جهاز المناعة لديهم مع العوامل المعدية المختلفة.
واتخذ البروفيسور غارسيا ساستر وزملاؤه خطوة كبيرة نحو الحصول على مثل هذه المعلومات في التجارب على الخلايا الجذعية المعاد برمجتها "خفافيش الحدوة الكبيرة" و"الخفافيش الكبيرة ذات أذني الفأر"، وتحمل كل من هذه الخفافيش وغيرها عددا كبيرا من الفيروسات، بما في ذلك العديد من أنواع الفيروسات التاجية.
ميزة فريدة لخلايا الخفافيش
لطالما اهتم العلماء بكيفية حمل هذه الحيوانات للعدوى الفيروسية دون ظهور أعراض واضحة، وللإجابة عن هذا السؤال، أخذ علماء الأحياء عدة عينات من الخفافيش وخفافيش حدوة الحصان الكبيرة، واستخرجوا خلايا النسيج الضام من أجسامهم وحاولوا "إعادة برمجتها" باستخدام الإجراء القياسي المستخدم في زراعة الخلايا الجذعية للإنسان والفأر.
ولدهشة الباحثين، لم ينجح هذا الإجراء بشكل غير متوقع، مما أجبرهم على اختيار مجموعة من جزيئات الإشارة الفريدة للخفافيش اللازمة لبدء عملية نمو الخلايا الجذعية.
وبعد حل هذه المشكلة، أعد علماء الأحياء مزارع الخلايا الجذعية لـ "خفافيش الحدوة الكبيرة" و"الخفافيش الكبيرة ذات أذني الفأر" ودرسوا نشاطها الحيوي بالتفصيل.
وأشارت هذه التجارب إلى وجود حويصلات كبيرة معزولة داخل الخلايا الجذعية لكلا الخفافيش، والتي يوجد بداخلها العديد من الجسيمات القابلة للحياة من الفيروسات القهقرية، بالإضافة إلى أجزاء من جينوماتها.
ومن بين هذه الأجزاء، وجد الباحثون أن تسلسلات النوكليوتيدات متشابهة جدا في هيكلها مع جينوم الفيروس التاجي RaTG13، أحد الأقارب المفترضين لـ SARS-CoV-2.
ولم يمنع وجود هذه "الحويصلات الفيروسية" الخلايا الجذعية من النمو والتكاثر بشكل نشط.
ووفقا للباحثين، من المحتمل أن يكون هذا بسبب زيادة نشاط جينات Col3a1 وMuc1، بالإضافة إلى ست مناطق أخرى من الحمض النووي.
وخلص البروفيسور غارسيا ساستر وزملاؤه، إلى أن مزيدا من الدراسة لهذه الجينات سيساعد علماء الأحياء على كشف الآليات الجزيئية وراء تعايش الفيروسات والخفافيش.