يشير بحث جديد إلى أن لقاحات كوفيد-19 لا تسبب اضطراباً في الدورة الشهرية للمرأة، على رغم أن الإصابة بالفيروس يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الحيض.
ووجد بحث أشرفت عليه جامعة إدنبرة أنه على رغم إفادة امرأة واحدة من أصل خمس نساء عن تغيرات طرأت على دورتهن الشهرية بعد جرعة لقاح كورونا، إلا أن تأثير اللقاح يبدو معدوماً عندما جرت مقارنة نساء تلقين اللقاح بأخريات غير ملقحات.
وتشير الدراسة إلى أن النساء اللاتي أصبن بفيروس كورونا أكثر عرضة لخطر تغيرات مرتبطة بالدورة الشهرية مثل انقطاعها أو غزارة تدفق الدم أو حالات النزف ما بين مواعيد الدورة الشهرية.
وقام باحثون من جامعات إدنبرة ومونبلييه وأكسفورد وبريستول وإكستر بفحص نتائج دراسة استقصائية أجريت في مارس (آذار) 2021 لما يقرب من 5000 امرأة في سن ما قبل الضهي [انقطاع الدورة الشهرية] أخذن اللقاح.
أظهرت النتائج أن معظم النساء (82 في المئة) لم يختبرن أي تغيرات في الدورة الشهرية في حين أفادت (6.2 في المئة) عن اضطرابات في دوراتهن. و(1.6 في المئة) ذكرن تغيرات بسيطة، فيما أفادت (10.2 في المئة) عن تغيرات طرأت على مدة الدورة وانتظامها إضافة إلى كمية دم الحيض.
ووجدت الدراسة أنه من بين 18 في المئة من النساء اللاتي أفدن عن تغيرات، فإن المخاطر كانت أكبر عند المدخنات، والمصابات سابقاً بفيروس كورونا أو اللاتي لم يتناولن أقراص منع الحمل المحتوية على الاوستراديول مثل الأقراص المركبة.
وفي خطوة تالية، قام الباحثون بتوسيع دائرة البحث لتشمل 12579 امرأة سواء تلقت اللقاح أم لم تتلقه.
وشملت مجموعة البحث النساء اللاتي لم يسبق لهن الإصابة بفيروس كورونا (3635)، واللاتي تلقين اللقاح وأصبن بالمرض (1354)، واللاتي لم يتلقين اللقاح وأصبن بالمرض (1802)، واللاتي لم يتلقين اللقاح ولم يصبن بالمرض (5788).
وكشفت نتائج الأبحاث عن عدم وجود علاقة بين اللقاح وزيادة التغيرات في الدورة الشهرية. أما اللاتي سبق لهن أن أصبن بكورونا فكن أكثر عرضة للإبلاغ عن نزف حاد وخلل في انتظام الدورة الشهرية ونزف بين مواعيدهن.
وقالت الدكتورة جاكي مايبن، وهي واحدة من مؤلفي الدراسة من جامعة إدنبرة "نتائج الدراسة مبنية على ما تتذكره النساء عن دوراتهن الشهرية وقد يتخلل الدراسة بعض الانحيازية المرتبطة باللاتي استكملن الاستطلاع".
وأضافت "ومع ذلك، فإن نتائجنا تطمئن أن اللقاح لا يسبب تغيرات مقلقة في الدورة الشهرية، وهي مفيدة في تحديد الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات في الدورة الشهرية".
ويطمح الباحثون أن تساهم النتائج المنشورة في مجلة "أي ساينس" iScience بإفادة المختصين في مجال الصحة عندما يتطرقون لتأثيرات جرعات لقاح كوفيد-19 على الدورة الشهرية.
وتوضح الدراسة أن 53 في المئة من النساء تلقين لقاح "أوكسفورد / أسترازينيكا"، و47 في المئة لقاح "فايزر / بيونتك".
وربطت دراسة نشرت السنة الماضية في الولايات المتحدة بين لقاحات كوفيد-19 ومتوسط زيادة في مدة الدورة الشهرية بمعدل أقل من يوم واحد، على رغم عدم وجود تغيير في عدد أيام النزف.