توصلت دراسة جديدة إلى أن "كوفيد-19" يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة، ما يتسبب في إصابة دماغ الجنين النامي، رغم أن هذه الحالة نادرة للغاية.
وشارك الباحثون حالتين غير عاديتين بين مئات الأمهات الحوامل واللائي وضعن مواليدهن، واللائي ثبتت إصاباتهن بـ"كوفيد-19".
وفي كلتا الحالتين، كان اختبار الأطفال سلبيا بالنسبة لـ"كوفيد-19" عند الولادة، لكن لديهم أجسام مضادة للفيروس مرتفعة بشكل ملحوظ في دمائهم. ويشير هذا إلى أن الأجسام المضادة عبرت المشيمة أو أن الفيروس انتقل إلى الطفل وأن الاستجابة المناعية كانت للرضيع.
وكان كلا الرضيعين يعانيان من نوبات، وصغر في حجم الرأس وتأخر في النمو. وتوفي أحدهما عن عمر 13 شهرا.
وقالت الدكتورة شهناز دوارا، أستاذة طب الأطفال في جامعة ميامي ميلر للطب، إن "العديد من النساء يتأثرن بـ"كوفيد-19" أثناء الحمل، ولكن من الواضح أن رؤية هذه الأنواع من المشاكل عند أطفالهن عند الولادة أمر غير معتاد".
وأوضحت دوارا في بيان صحفي: "نحاول أن نفهم ما الذي جعل هذين الحملين مختلفين، حتى نتمكن من توجيه البحث نحو حماية الأطفال المعرضين للخطر".
وأشار الباحثون في وقت مبكر من الوباء أنهم لاحظوا مرضا عابرا في الرئة وأحيانا مشاكل في ضغط الدم بين الأطفال حديثي الولادة المولودين لأمهات مصابات بـ"كوفيد-19" ولكن كانت نتيجة اختبارهم سلبية عند الولادة.
وقال الباحثون إن هذا يشير إلى الإصابة. ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كانت المشاكل ناجمة عن السيتوكينات المشيمية الالتهابية أو ما إذا كان الفيروس قد عبر المشيمة وأصاب الطفل.
وأوضح المؤلف المشارك للدراسة الدكتور مايكل بيداس، أستاذ ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء والعلوم الإنجابية في كلية الطب: "إنه إذا رأينا طفلا ولد بهذه الطريقة، فسنسميها اعتلال الدماغ بنقص التأكسج (تلف الدماغ الناجم عن انخفاض تدفق الدم). ولكن لم يكن نقص تدفق الدم إلى المشيمة هو الذي تسبب في ذلك. أفضل ما يمكن أن نقول أنه كان عدوى فيروسية".
واكتشف بيداس وأروموجام جاياكومار، عالم الأعصاب وعالم الأحياء الجزيئية في كلية الطب، وجود الفيروس في كل من مشيمة المريضة وأيضا في دماغ الرضيع المتوفى.
وقال الباحثون إن تحليل المشيمة أظهر بوضوح تغيرات التهابية شديدة في كل مشيمة. كما أصيب الباحثون بالدهشة من عدم وجود هرمون مشيمي مهم، وهو هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية. وهذا الهرمون ضروري لنمو الجنين، خاصة لنمو الدماغ.
ولاحظ الباحثون أنه في كلتا الحالتين، أصيبت الأمهات بالعدوى في الثلث الثاني من الحمل. وعلى الرغم من التعافي لاحقا، إلا أن إحداهن عانت من عدوى متكررة في الثلث الثالث من الحمل. وهذا يشير إلى استجابة مناعية غير عادية للأم و/ أو الجنين للفيروس.
تم نشر نتائج الدراسة في 6 أبريل في مجلة Pediatrics.