أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أن النظام الصحي في لبنان على مفترق طرق، لافتاً إلى الحاجة للاستثمار في بناه التحتية ومكوناته الأساسية، من أجل التقليل من اعتماده على الدعم الخارجي.
وقال الأبيض، أمام الجمعية السنوية لـ«منظمة الصحة العالمية» المنعقدة في جنيف، إن لبنان «يواجه بسبب تفاقم الأزمات المتعددة تحديات صحية أضعفت قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات الصحية بما في ذلك الملحة منها».
وبيّن أن «أبرز العوامل التي ألقت بكاهلها على النظام الصحي هي الصراعات الإقليمية الممتدة زمنياً وجغرافياً والتي نتج عنها توافد أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين تعجز قدرة أي نظام صحي على استيعاب حاجاتها».
ولفت الأبيض إلى اتخاذ لبنان حيال النازحين «منحى صحياً تشاركياً تقاسمت فيه المجتمعات المضيفة والمستضافة على حد سواء الموارد الصحية المتاحة. ولكن مع اشتداد حدة الأزمات أصبح من غير المستطاع ضمان وصول المرضى وخاصة من الفئات الهشة إلى الخدمات، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه وأصبحت استجابة المجتمع الدولي لواقع الحال في لبنان ضرورة أكثر من أي وقت مضى».
وأوضح الأبيض أن الأزمة «أتاحت فرصة لإعادة بناء نظام صحي قوي وعادل وتشاركي وذلك تحت مظلة استراتيجية وطنية للصحة تم إطلاقها مؤخراً (...) تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز أسس النظام الصحي وضمان توفير الخدمات الأساسية لجميع الفئات وخاصة المهمشة. وترتكز الجهود على الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية مع التركيز على ضمان الجودة وسلامة المرضى والتطوير المهني والممارسات المبنية على الأدلة والبراهين».
ورأى الأبيض أن «النظام الصحي في لبنان على مفترق طرق وقد اختار المضي في رؤية مستقبلية تحاكي تطلعات ومتطلبات الأفراد والشعوب وهذا يتطلب الاستثمار في البنى التحتية وتدعيم المكونات الأساسية ليصبح قطاعاً مستجيباً متكاملاً ومستداماً دون التمادي في الاعتماد على الدعم الخارجي».