توصلت دراسة إلى أن عمليات الإغلاق أثناء الوباء ربما كان لها تأثير مماثل على ذكريات الناس إثر قضاء عقوبة السجن.
وطلبت الدراسة التي شملت 227 شخصا في المملكة المتحدة، منهم تحديد العام الذي حدثت فيه بعض الأحداث الإخبارية البارزة مثل انضمام ميغان ماركل إلى العائلة المالكة البريطانية أو طرح أول لقاحات "كوفيد-19".
وتذكر المتطوعون الأحداث من عام 2021 على نحو سيئ مثل تلك التي حدثت قبل أربع سنوات.
وهذا مشابه لما يحدث للأشخاص في السجن، الذين يفقدون القدرة على تتبع مرور الوقت بسبب عدم وجود "أحداث مرجعية" مثل حفلات أعياد الميلاد والإجازات، بحسب الباحثين.
ويوضح البروفيسور أراش سهرائي، كبير مؤلفي الدراسة من جامعة أبردين، أنه في السجن، تُظهر الأبحاث أن السجناء يفقدون الشعور بالوقت، و"هذا مشابه لما رأيناه في الأشخاص الذين طلبوا تذكر الأحداث أثناء عمليات الإغلاق، ربما لأنهم، مثل السجناء، لم يكن لديهم أحداث في الحياة مثل حفلات أعياد الميلاد والعطلات لاستخدامها كنقاط مرجعية لتتبع كيف يمر الوقت".
والدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS One، أعطت الأشخاص أربعة أحداث لكل خمس سنوات، بين عامي 2017 و2021. وشمل ذلك انضمام ميغان ماركل إلى العائلة المالكة، ووضع اللمسات الأخيرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدء برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا، وحظر دونالد ترامب من فيسبوك.
ولكل حدث حصل بين عامي 2016 و2022، كان على المتطوعين اختيار العام الذي يعتقدون أنه حدث فيه.
ووفقا لنتائج الدراسة، كلما كانت القصة الإخبارية أكثر حداثة، كان تذكرها أفضل، لذلك كان على المتطوعين، الذين شملهم الاستطلاع في مايو الماضي، أن يبذلوا قصارى جهدهم لتذكر أحداث العام 2021.
وكانت الدقة الضعيفة لعام 2021 مشابهة للمشاكل التي كان الناس يتذكرونها للأحداث التي حدثت منذ فترة أطول، في 2017 و2018، والتي كانت إجاباتهم خاطئة عنها بمقدار 1.21 و1.13 سنة على التوالي.
ولم تكن ذكريات الناس بهذا السوء لعام 2020، وهو ما يعتقد الباحثون أنه بسبب عمليات الإغلاق ضد الوباء لم تبدأ إلا في نهاية شهر مارس، ولأن صدمة الوضع أعطت الناس "معالم" لتتبع كيف كانت الأشهر تمر.
وتقول الدراسة: "على الرغم من أن إجراء مقارنة بين بيئة السجن والقيود المرتبطة بالوباء قد يُنظر إليه على أنه حالة متطرفة، فإننا نجادل بأن هناك أوجه تشابه في مدى العزلة الاجتماعية في كلتا الحالتين".
وكان لدى الناس ذكريات أسوأ إذا عانوا من المزيد من القلق والاكتئاب أثناء عمليات الإغلاق.