أسفرت أول عملية بحث على مستوى الجينوم، عن العثور على عوامل الخطر الجينية المسببة لمرض "كوفيد طويل الأمد".
وتتمثل تلك العوامل في الجين المسمى (FOXP4)، والذي ينشط في الرئتين، وفي بعض الخلايا المناعية.
واستخدمت الدراسة، المنشورة على موقع ما قبل طباعة الأبحاث (medrxiv)، بيانات تم جمعها من 6450 شخصا يعانون من "كوفيد 19 طويل الأمد" في 16 دولة، ويأمل الباحثون أن يكون هذا التحليل مجرد البداية، حيث هناك حاجة إلى عدد كبير من البيانات لفك لغز المرض، والذي ارتبط بأكثر من 200 عرض، بما في ذلك التعب الشديد وآلام الأعصاب وصعوبة التركيز والذاكرة.
ولأكثر من ثلاث سنوات، كان الباحثون مهتمين بتسلسلات الحمض النووي المرتبطة بخطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 الحاد، وقد توصلوا إلى تورط جينات تشارك في جهاز المناعة، وفي السماح لفيروس كورونا بدخول الخلايا.
كوفيد طويل الأمد والجينوم
ويقول هوغو زيبرغ، عالم الوراثة في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، والمؤلف الرئيسي للدراسة في تقرير نشره موقع "نيتشر" في 11 يوليو / تموز الجاري، إن "دراسة كوفيد 19 طويل الأمد هي نتاج هذا الجهد، ولدراسة الحالة، قمنا بتجميع بيانات من 24 دراسة شملت ما يقرب من 6500 شخص تم تشخيص إصابتهم بكوفيد 19 طويل الأمد، بالإضافة إلى أكثر من مليون مشارك آخر عملوا كعناصر تحكم".
وفي أحد التحليلات التي جمعت بيانات 11 من تلك الدراسات، وجد الباحثون منطقة معينة من الجينوم مرتبطة باحتمالات أعلى بنحو 1.6 ضعف لتطوير كوفيد 19 طويل الأمد، ويقع هذا الجزء من الحمض النووي بالقرب من جين يسمى (FOXP4)، والذي ينشط في الرئتين والأعضاء الأخرى، ويرتبط المتغير المرتبط بـ(كوفيد 19 طويل الأمد) أيضا، بتعبير أعلى عن الجين في خلايا الرئة.
وربطت الأبحاث السابقة، الجين نفسه بزيادة خطر الإصابة بـ"كوفيد 19" الشديد، ووجد زيبرغ وزملاؤه أنه مرتبط أيضا بسرطان الرئة، وعلى الرغم من أن الإصابة الشديدة بـ"كوفيد 19" تزيد من خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد"، فقد وجد الفريق البحثي أن مساهمة متغير الحمض النووي في خطر "كوفيد طويل الأمد"، كانت كبيرة جدا، بحيث لا يمكن تفسيرها من خلال ارتباطها بكوفيد الشديد وحدته.
ويقول زبيرغ: "هذا المتغير له تأثير أقوى بكثير على كوفيد طويل الأمد من تأثيره على الشدة".
خطوة على الطريق
ويقول كريس بونتينج، الذي يدرس المعلوماتية الحيوية الطبية في جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة، والباحث المشارك بالدراسة: "من المهم جدا إجراء هذا النوع من الدراسة، والتي ستكتسب زخما وقوة أكبر مع زيادة عدد الذين يعانون من هذا المرض".
وتقول ستيفاني لونجيت، عالمة المناعة في جامعة (جان مونيه) في سانت إتيان بفرنسا، إن "مثل هذه الدراسات هي خطوات مبكرة نحو معرفة المزيد عن أسباب كوفيد 19 طويل الأمد، فهناك العديد من الموضوعات الرئيسية التي تعتبر ضرورية للمرضى، بما في ذلك العلاج والوقاية، وعندما تكون الأسباب، التي ربما تكون متعددة العوامل، مفهومة بوضوح، فسوف يساعد ذلك في علاج المرضى الذين سيكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض".