كشف باحثون أن متحوّر فيروس كورونا الجديد الذي أثار الذعر، قد يكون أقل عدوى وفتكا مما كان يعتقد سابقا.
وأثار الخبراء القلق من أن يكون BA.2.86 - أو "Pirola" - قد تحور ليصيب الأشخاص الذين تلقوا التطعيم وأصيبوا مؤخرا بالعدوى بسهولة، ما دفع وكالات الصحة الأمريكية والعالمية إلى إصدار تحذيرات.
وأدى ذلك إلى إثارة القلق أيضا بين العديد من الكليات والشركات، ودفع إلى إعادة فرض ارتداء الأقنعة.
لكن النتائج المبكرة من الاختبارات التي أجريت في الولايات المتحدة والسويد والصين، تشير إلى أن هذه التحذيرات ربما كانت مبالغ فيها.
ووجدت الاختبارات أن الأجسام المضادة المأخوذة من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، وأولئك الذين تعافوا من العدوى خلال الأشهر الستة الماضية، كانت فعالة ضد BA.2.86.
ووجد الباحثون الصينيون أيضا أن BA.2.86 كان أقل عدوى بنسبة 60% تقريبا من XBB.1.15 - المتحوّر الذي كان سائدا في الولايات المتحدة حتى ظهور EG.5، أو Eris.
وحذر العلماء من أنه على الرغم من أن المناعة من العدوى أو التطعيمات السابقة لن تمنع إصابة الأشخاص بالفيروس، إلا أن الاختبارات تكشف أنهم ليسوا أكثر عرضة للإصابة بعدوى حادة.
وقال الدكتور دان باروش، عالم الفيروسات في مركز Beth Israel Deaconess الطبي في نيويورك، لشبكة CNN، إنه لم يصدق النتائج في البداية، وطلب من فريقه إجراء الاختبارات مرة أخرى.
ولكن مع تكرار النتائج نفسها، قال باروش إنه واثق من أن هذا المتحوّر لا يشكل الخطر الذي كان يخشى منه في البداية.
وفي البداية، أعرب الخبراء عن خشيتهم من أن يتسبب BA.2.86 في إثارة موجة جديدة من العدوى، مع وجود أكثر من 35 طفرة مقارنة بأسلافه.
وقالوا إن هذه قفزة تطورية مماثلة لما حدث عندما ظهر أوميكرون لأول مرة، ما يشير إلى أنه سيكون أكثر قدرة على إثارة العدوى.
لكن الاختبارات التي أجريت في مركز Beth Israel Deaconess، كشفت أن هذا المتحوّر لم يكن أكثر عدوى من السلالات المنتشرة الأخرى.
كما أوضحت أن المتحوّر لن يسبب حالات عدوى أو مرضا شديدا على الأرجح، مقارنة بالسلالات الأخرى المنتشرة حاليا.
وفي تجربة أمريكية ثانية، وجد الدكتور ديفيد هو، عالم الأحياء الدقيقة من جامعة كولومبيا في نيويورك، أن المتحوّر قد لا يشكل خطرا أكبر للإصابة بالعدوى.
وأظهرت النتائج المبكرة من دراسته أن الأجسام المضادة من المرضى كانت قادرة على الارتباط بـ BA.2.86 وإيقاف العدوى، كما حدث مع السلالات الأخرى المنتشرة حاليا.
تجدر الإشارة إلى وجود قيود في الدراسات، بما في ذلك أنها أجريت في طبق بتري بدلا من الفرد.
ومع ذلك، تخلص النتائج إلى أن Pirola من المحتمل ألا يكون أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التسبب في مرض شديد مقارنة بالمتحورات الأخرى المنتشرة حاليا.