ترتبط الإصابة بعدوى "كوفيد-19" بزيادة خطر الإصابة بالاضطراب النادر المسمى متلازمة غيلان باريه خلال الأسابيع الستة التالية للعدوى.
ووجدت الدراسة التي نُشرت في العدد الإلكتروني الصادر في 18 أكتوبر 2023 من مجلة Neurology أيضا أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) من شركة "فايزر-بيونتيك" كانوا أقل عرضة للإصابة بالاضطراب في الأسابيع الستة التالية من الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح mRNA.
وتعرف متلازمة غيلان باريه بأنها اضطراب نادر في المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية. وتبدأ الأعراض بضعف في اليدين والقدمين وقد تتطور إلى الشلل. وعلى الرغم من أنها قد تكون مهددة للحياة، إلا أن معظم المصابين بها يتعافون مع وجود مشاكل قليلة متبقية.
والسبب الدقيق لمتلازمة غيلان باريه غير معروف، ولكن يمكن أن تحدث بعد التهابات الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي. ويشير الباحثون إلى أن المتلازمة تحدث في ما يصل إلى 20 من كل مليون شخص سنويا، وفي حالات نادرة للغاية فقط يحدث بعد تطعيمات معينة.
وقالت مؤلفة الدراسة أنات أربيل، من مركز ليدي ديفيس كارمل الطبي في حيفا، إسرائيل: "تسلط هذه النتائج الضوء أيضا على فوائد برامج التطعيم المستمرة باستخدام اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA). النتائج لها آثار سريرية وصحية عامة مهمة".
وشملت الدراسة أكثر من 3 ملايين شخص في إسرائيل دون تشخيص سابق لمرض غيلان باريه. وتمت متابعتهم من 1 يناير 2021 حتى 30 يونيو 2022. وخلال تلك الفترة، أصيب 76 شخصا بمتلازمة غيلان باريه. وتمت مطابقة كل شخص مصاب بمتلازمة غيلان باريه مع 10 أشخاص غير مصابين بالمتلازمة، أو 760 شخصا.
ثم نظر الباحثون لمعرفة ما إذا كان المشاركون قد أصيبوا بعدوى كوفيد أو تلقوا لقاح كوفيد خلال الأسابيع الستة السابقة لتشخيص غيلان باري أو في نفس الفترة الزمنية للمشاركين المتطابقين.
وكشف الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى فيروس كورونا مؤخرا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة غيلان باريه بست مرات أكثر من أولئك الذين لم يصابوا بعدوى حديثة. وأصيب ما مجموعه 12% من المصابين بمتلازمة غيلان باريه بعدوى فيروس كورونا مؤخرا، مقارنة بـ 2% من الأشخاص الذين لم يصابوا بمتلازمة غيلان باريه.
وبالإضافة إلى ذلك، حصل 11% من المصابين بمتلازمة غيلان باريه على تطعيم حديث بلقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال، مقارنة بـ 18% من أولئك الذين لم يحصلوا على لقاح غيلان-باريه.
ووجدوا أيضا أن الأشخاص الذين حصلوا على تطعيم الحمض النووي الريبوزي المرسال مؤخرا كانوا أقل عرضة بنسبة 50٪ للإصابة بمتلازمة غيلان باريه مقارنة بأولئك الذين لم يحصلوا على تطعيم الحمض النووي الريبوزي المرسال مؤخرا.
وقال أربيل: "على الرغم من أن حالة غيلان باري نادرة للغاية، إلا أنه يجب على الناس أن يدركوا أن الإصابة بعدوى كوفيد يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب وأن تلقي لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال يمكن أن يقلل من خطرهم".
ولا تثبت الدراسة أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر الإصابة بغيلان باري أو أن التطعيم بالحمض النووي الريبوزي المرسال يقلل من خطر الإصابة. وتظهر فقط الارتباط.