اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة بعد حصاره لأيام
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الـ40 من الحرب على غزة، بدء عملية عسكرية في "جزء معين" بمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وجاء إعلان الجيش عقب بيان لوزارة الصحة في غزة، مفاده أن "الجيش أبلغ إدارة المجمع الطبي، بشكل رسمي، أنه سيقتحم المكان الليلة".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في بيان صحفي عبر قناة "الجزيرة": إن "عشرات الجنود دخلوا مبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، ودبابات الاحتلال دخلت حرم المجمع الطبي".
وأضاف القدرة أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتش قبو مستشفى الشفاء"، في الوقت الذي أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال أعدمت ميدانياً العديد من العائلات التي حاولت الخروج من مستشفى الشفاء وأوقعت أكثر من 30 شهيداً.
واستنكر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار داخل المستشفى بعد اقتحامه، قائلاً: "لا يوجد شيء يستدعي إطلاق النار داخل مستشفى الشفاء؛ لعدم وجود أي شكل من أشكال المقاومة فيه، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يشكل إرهاباً للأطباء والمرضى".
وقال رئيس قسم الحروق بمجمع الشفاء د. أحمد مخللاتي، في بيان صحفي عبر قناة "الجزيرة": "الدبابات الإسرائيلية والجرافات دخلت إلى حرم المجمع الطبي".
كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان من داخل المجمع "سماع أصوات إطلاق نار في ساحات المجمع".
"جزء معين"
بدوره قال الجيش الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى من اليوم، في بيانٍ: إنه "في هذه الساعة تعمل قوات جيش الدفاع ضد منظمة حماس في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي، حيث تستند هذه العملية إلى معلومات استخبارية وحاجة عملياتية"، دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف: "نؤكد أن العملية لا تستهدف المرضى والطواقم الطبية والمواطنين المقيمين داخل المستشفى".
وأوضح أن القوة التي اقتحمت المستشفى "تضم فرقاً طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة".
وتابع: "كما تم إبلاغ إدارة المستشفى مسبقاً عن توقيف الدخول إلى المجمع".
في حين قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن قوات الاحتلال تقوم بالتحقيق مع الأطباء داخل المستشفى.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر داخل مستشفى الشفاء قوله، إن قوات الجيش الإسرائيلي قطعت الاتصال والإنترنت داخل المجمع الطبي.
جريمة حرب
بدورها أكدت حكومة قطاع غزة عبر مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي "جريمة حرب".
وقال الثوابتة في بيان صحفي عبر قناة "الجزيرة" الفضائية: إن "الاحتلال سيفشل في إثبات أن مستشفى الشفاء هو مقر لقيادة المقاومة"، لافتاً إلى أنه "يتوقع أن يُدخل الاحتلال أسلحة للمستشفى ويقوم بترتيبها بشكل معين ثم تصويرها".
وأضاف: "وجهنا مناشدات إلى جميع المنظمات الدولية والصليب الأحمر منذ أيام لإنقاذ الجرحى في مجمع الشفاء، لكنها رفضت الاستجابة وتماهت مع أهداف الاحتلال، وتتحمل جزءاً من المسؤولية عما يجري".
وضع مأساوي
بدوره قال مشرف الطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة، إن الوضع مأساوي في المجمع بعد اقتحامه من قبل جيش الاحتلال، مؤكداً أن الاحتلال احتجز عديداً من النازحين وهم معصوبو الأعين، ومجردون من ملابسهم، واقتادهم إلى جهة غير معلومة.
وأوضح المشرف بحسب قناة "الجزيرة"، أن الاحتلال فجّر أغلب بوابات مستشفى الشفاء، وأن الشظايا تناثرت على الموجودين داخله.
وأكد أن الطواقم لم تتمكن من نقل الجثث بسبب تحلل الأجساد، مشدداً على أن الاحتلال جلب الرعب والدمار ولم يجلب حضانات جديدة.
ولفت إلى أنه لا يوجد أي مسلح في مجمع الشفاء، مضيفاً: "الحال كل ساعة يصبح أسوأ والنقص بالمستلزمات حاد أصلاً قبل تفجير مخازن الأدوية".
ولا تزال دبابات جيش الاحتلال موجودة داخل باحة مجمع الشفاء، بعد ساعات من اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، إضافة إلى قيامه بتفجير مستودع للأدوية والأجهزة الطبية داخل المجمع.
"حماس" تتهم أمريكا
وحملت حركة "حماس"، فجر الأربعاء، الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته المسؤولية الكاملة عن تداعيات اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمّع الشفاء الطبي.
وقالت الحركة، في بيان: "نحمل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد، والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي، وما يتعرض له الطاقم الطبّي وآلاف النازحين، جراء هذه الجريمة الوحشية".
وأضافت الحركة أن الاقتحام يهدف إلى ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين وإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب "لاستكمال مخطط الاحتلال الرامي إلى تهجير شعبنا كما جاء على لسان عديد من وزراء الكيان المحتل".
واعتبرت "حماس" أن اتهامات واشنطن لها باستخدام مستشفيات في قطاع غزة لغايات عسكرية، "مجرد أكاذيب، وتأتي بمثابة ضوء أخضر أمريكي لارتكاب إسرائيل مزيداً من المجازر الوحشية بحق المستشفيات".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تستخدمان "مركز قيادة وسيطرة انطلاقاً من مستشفى الشفاء".
ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما نفته "حكومة غزة" مراراً.
وتتعرض مستشفيات قطاع غزة، لا سيما في الشمال، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ ما يفاقم الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود؛ الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال.
ومنذ 40 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة استشهد خلالها 11 ألفاً و320 فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألف و200 مصاب، 70٪ منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية مساء أمس الثلاثاء.