أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة العثور على جثث 5 أطفال رضع متحللة في "مستشفى النصر" غرب مدينة غزة، وذلك جراء إجلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي الأطقم الطبية قسرا، ورفضه إجلاءهم وتركهم يواجهون مصيرهم.
جاء ذلك في تصريح أدلى به لوكالة "الأناضول" متحدث الوزارة أشرف القدرة، تعليقا على فيديو متداول يظهر جثث أطفال متحللة في وحدة رعاية بالمستشفى الذي تمت العودة إليه مجددا، مع بدء اتفاق هدنة مؤقتة بدأت الجمعة الماضية وتنتهي صباح غد الخميس، وسط مساع حثيثة لتمديدها.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفيي "الرنتيسي" و"النصر للأطفال" غرب مدينة غزة، وأجبرت الأطقم الطبية على المغادرة منهما.
وقال القدرة: "نتيجة رفض الاحتلال الإسرائيلي إخراج الأطفال الرضع المرضى من مستشفى النصر وإجلاء الأطقم الطبية، اكتشفنا أثناء أيام التهدئة وفاة 5 أطفال"، بعد أن تركوا يواجهون مصيرهم وحدهم.
وأضاف أن "قوات الاحتلال رفضت إخراج الأطفال الرضع من قسم العناية المكثفة منذ اللحظة الأولى لاقتحامها المستشفى، وأبلغناهم بوجود أطفال على أجهزة دعم الحياة لكنهم طردوا الطواقم الطبية والموجودين قسرا، وقالوا نحن سنقوم بعمل اللازم".
وتابع: "أبلغنا الجهات الأممية بهذا الأمر، لكنها لم تتدخل وقالت إن الاحتلال يرفض كل أوجه التنسيق للمؤسسات الإنسانية".
وأوضح القدرة أن "وفاة الأطفال كانت منذ أكثر من أسبوعين، عقب اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى وهذا ما كشفته الهدنة الإنسانية".
وتأتي تصريحات متحدث الصحة، عقب تداول فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشرته قناة "المشهد" (مقرها دبي)، يظهر جثث أطفال متحللة على الأسرّة في وحدة رعاية بمستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة.
وقالت القناة، في بث نشرته عبر فيسبوك، إن مراسلها "تمكن من دخول مستشفى النصر للأطفال مع بدء التهدئة (دون توضيح اليوم) ورصد جثث الأطفال متحللة بقسم العناية المكثفة".
وتعليقا على الأمر، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حادثة ترك خمسة أطفال فلسطينيين حديثي الولادة للموت، بعد إخلاء الأطقم الطبية قسرا من قبل الجيش الإسرائيلي من مستشفى النصر للأطفال في غزة".
وقال المرصد في بيان، الثلاثاء: "وثقنا العثور على خمسة أطفال رضع موتى وبحالة تحلل في حضانة مستشفى النصر، بعد أن تُركوا لمصيرهم منذ ثلاثة أسابيع بما قد يرتقي إلى جريمة إعدام مروعة وجريمة ضد الإنسانية".
من جانبه، أفاد مدير المستشفى مصطفى الكحلوت في إفادة للمرصد الأورومتوسطي، إنه "وجه نداء بحالة الأطفال الخمسة الصعبة لإنقاذ حياتهم إلى المنظمات الدولية بما فيها الصليب الأحمر لكن لم يتلق أي رد".
وحتى الساعة 16:50 (ت.غ)، لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية تعليق حول حادثة الأطفال الرضع.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية، وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وبوساطة قطرية مصرية أميركية، بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، هدنة إنسانية لأربعة أيام، تم تمديدها يومين إضافيين، ومن بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب الإسرائيلية.