جريدة الأخبار ـ إيمان بشير ـ
للمرة الأولى في لبنان، تُنظّم «الجمعيّة اللبنانيّة للفنون - رسالات» النسخة الأولى من مهرجان «الخيط القصير». الحدث الشبابي يمثّل ــ بالنسبة إلى المشاركين ــ البداية المفصليّة التي تفتح الطريق أمامهم للإبداع وصناعة الروايات الكاملة ونقل الحقائق كما هي بأسلوب مبتكر، في ظلّ تشويهٍ ممنهجٍ للأحداث والقضايا، وخصوصاً تلك المتعلّقة بمنطقتنا. انتشر عالمياً هذا النوع من المهرجانات كوسيط أساسي بين المنتج والمشاهد وسط سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، ولا سيما الفئة الشبابيّة، وحاجة المستخدمين إلى المحتوى القصير والهادف وسريع الاستهلاك، واحتلال الفيديوات القصيرة المساحة الأكبر من هذا الفضاء، إلى جانب سهولة الإنتاج والنشر.
يُعالج محور مهرجان «الخيط القصير» فلسفة تقاطع الخيوط القصيرة التي تشكّل نسيجاً في ما بعد، والبدايات التي تحتاج إلى نقطة انطلاق لتتطوّر وتصبح أفكاراً وأعمالاً واضحة ومُعبّرة. المهرجان الذي كان مقرراً أن يبصر النور العام الماضي، يُطلق هذا العام كنافذة أمل، ورسالة لاستمرارية الحياة الفنيّة التي تُبصر النور وسط الظلام، وهو ما تتولاه الجمعيّة وتضعه على رأس أولوياتها، مستفيدةً من حرب الإبادة على غزّة، لتصويب الإنتاجات في الإضاءة على المضامين العالية والمتنوّعة للحرب، ولرفع الصرخة تجاه هذه القضيّة. وقد أعطى القائمون عليه فرصةً للشباب لإحياء قضايا الإنسان المحقّة واكتشاف المعنى من الحياة والصراعات الإنسانيّة والدفاع عن الحقوق. ونظّمت الجمعيّة احتفال إطلاق المهرجان أمس في «مسرح رسالات» (المركز الثقافي لبلدية الغبيري في قاعة المكتبة)، على أن يُفتح باب المشاركة في المهرجان ابتداءً من منتصف ليل 30 من الشهر نفسه حتى منتصف ليل 15 نيسان (أبريل) 2024. وتضمّن الافتتاح كلمة للمنظّمين، وشرحاً مفصّلاً حول المهرجان، بمشاركة نخبة من المتخصّصين الفنيين والشخصيات الثقافيّة والإعلاميّة.
ويهدف المهرجان، بحسب المنظّمين، إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع عبر منح الموهوبين الفرصة للتعبير عن أفكارهم ونظرتهم إلى القضايا المهمّة، وترجمتها عبر الأفلام. كما يهدف إلى البحث عن المواهب النادرة في لبنان ودول العالم العربي، وتلك التي لا تملك الإمكانات الكافية للإنتاج والنشر والترويج، فضلاً عن تحفيز صناعة المحتوى القصير الذي يحاكي «صناعة الإنسان الحقيقي، وكتابة الرواية الصحيحة». ويفتح «الخيط القصير» أفقاً جديداً في عالم الفنّ والسينما الهادفة، إضافة إلى قدرته على تسليط الضّوء عبر الإنتاج الفنّي على القضايا الحيويّة في عالمنا، كما تعزيز الإمكانات وبناء القدرات التحفيزيّة والداعمة للفنّ والابتكار. وتخضع الأعمال المُشاركَة للمُطابقة مع الشروط وتنتقل إلى التصفيات. ثم تخضع الأعمال المقبولة في التصفيات لتقييم لجنة التحكيم ويتمّ اختيار 36 عملاً من كل فئة للنهائيات والعرض ضمن فعاليات اختتام المهرجان. ومن أصل الأعمال الـ36 في كل فئة، يُعلن عن الفائزين الأوائل ضمن الاحتفال الختامي، الذي سيُعرض خلاله ساعة كاملة من الأفلام القصيرة التي جرى اختيارها من بين المئات من الأفلام، وقد قام الأطفال والشباب بترشيحها. كما يُقدّم المهرجان تمويلاً لأفلام قصيرة، وجوائز مالية وفرص نادرة للمشاركين لدخول عالم صناعة الأفلام السينمائية من بابه الواسع، ويمنحهم فرصة عرض جميع الأعمال المتقدّمة قبل انطلاق فعاليات الاختتام.
يُذكر أن لجنة التحكيم للمهرجان تتألف من متخصّصين في المجالين الثقافي والسينمائي، من بينهم المخرج إيلي حبيب، ورئيس قسم السينما في الجامعة اللبنانيّة نضال عبد الخالق، وغيرهم من المتخصّصين ضمن ثلاث فئات بينها أطفال وهواة ومحترفون.