تداول المعلقون في وسم "أنقذوا غزة من المجاعة"، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صورًا ومقاطع فيديو للمأساة التي وصل إليها أهالي قطاع غزة جراء الحصار المستمر ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وامتلأت صفحات المعلقين بمنشورات تفاعلية مع الوسم، مطالبين العالم بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة الحفاظ على حياة عشرات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء النازحين من شمال قطاع غزة والقابعين في جنوبه.
وذكر المعلقون أن عديد الأمراض بدأت في الانتشار بين سكان غزة نتيجة سوء التغذية وتلوث المياه، ومنها الالتهاب الكبدي الفيروسي (A) والنزلات المعوية.
واقترح معلقون قيام الدور العربية والإسلامية بعمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية والطبية على منطقة رفح الحدودية مع مصر، أو أي منطقة أخرى، تفاديًا لمأساة مجاعة بدأت تلوح في الأفق.
وكان القيادي بحركة حماس، أسامة حمدان، قدر حذر، في مؤتمر صحفي عقده ببيروت، من تفاقم أزمة الغذاء في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأهالي اضطروا إلى طحن أعلاف الحيوانات لعمل أي خبز يسدون به رمقهم.
وأورد بيان سابق لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونسيف" أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) ينذر بارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، ويتزايد كل يوم في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وذكر تقرير للمنظمة أن أسرة واحدة على الأقل من كل 4 أسر في قطاع غزة، أي أكثر من نصف مليون شخص، تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
واضاف التقرير أن "هذه الظروف الكارثية التي هي من صنع الإنسان، والتي يمكن التنبؤ بها، ويمكن تجنبها، تعني أن الأطفال والأسر في قطاع غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض، ومع احتمال أن الأسوأ لم يأت بعد".
وأشارت يونيسيف إلى أن حوالي 1.2 مليون شخص يعانون من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأقرت بأن عتبات المجاعة لانعدام الأمن الغذائي الحاد قد تم تجاوزها بالفعل، ما يعني أن خطر الموت جوعاً أصبح حقيقياً بالفعل بالنسبة للعديد من الأسر في غزة.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة، الثلاثاء أن كميات قليلة جدًا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوب قطاع غزة إلى شماله منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
وأضافت: "من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إليها في غزة، وخاصة في شمال غزة. كميات قلية جدا من المساعدات تجاوزت الشطر الجنوبي من قطاع غزة… أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائمًا إلى حد كبير".
يأتي ذلك فيما أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن 570,000 شخص في غزة يواجهون "جوعاً كارثياً"، مشددة على أن القتال العنيف ومنع الوصول إلى شمال غزة بالذات وانقطاع الاتصالات يعيق قدرة الوكالة على تقديم المساعدات بأمان وفعالية.
ودعت الوكالة إلى زيادة حاسمة في وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بوجه عام، وشمال القطاع بوجه خاص.