عمدت قوات الاحتلال الأميركي المتمركزة في قاعدة التنف غير الشرعية، عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، إلى فتح «ثغرات أمنية» تسمح بتسلل إرهابيي تنظيم "داعش" من مناطق سيطرتها في «منطقة الـ٥٥ كم»، المحيطة بقاعدة الاحتلال نحو مناطق سيطرة الدولة السورية في البادية الممتدة من ريفي حماة وحمص الشرقيين مرورًا ببادية الرقة ووصولاً إلى بادية البوكمال بدير الزور الشرقي، وذلك لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف نقاط انتشار الجيش العربي السوري والقوات الرديفة في المنطقة.
وبينما تمكنت وحدات الجيش العربي السوري على امتداد صحراء البادية من صد هجمات «داعش» وإيقاع خسائر بشرية وعسكرية فادحة في صفوفه، كثف الطيران الحربي السوري- الروسي المشترك طلعاته الجوية لتدمير أوكار فلول التنظيم في البادية ذاتها، بعد ازدياد أنشطة التنظيم الإرهابية باتجاه نقاط ارتكاز وحدات الجيش في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وكشفت مصادر ميدانية في البادية السورية أن تنظيم "داعش" الإرهابي استعاد عافيته بشكل واضح في البادية السورية، وخصوصاً في مناطق الحماد السوري المحاذية لـ«منطقة الـ٥٥ كم»، بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدليل ازدياد عدد هجماته بشكل لافت، ما يدل على تورط الاحتلال الأميركي في إمداده بعوامل الانتشار، سواء بتدريب إرهابييه وتأمين المأوى والدعم اللوجستي لهم أو بفتح منافذ التسلل له ليتحرك بحرية، انطلاقًا من «التنف»، التي غدت مركزًا للأنشطة الإرهابية للتنظيم.
وبينت المصادر لصحيفة «الوطن» السورية أن عدد هجمات التنظيم الإرهابي نحو مناطق سيطرة الدولة السورية، ناهزت ٢١٢ هجوماً خلال العام الماضي، أغلبيتها في البادية السورية، على حين سجلت نحو ٤٠ هجوماً خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من العام الجاري.
وأشارت إلى أن هدف واشنطن من تقوية نفوذ "داعش" في البادية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، هو إعادة الحياة إليه كي يشكل خطراً داهماً كسابق عهده، مع ورود أنباء عن نية الإدارة الأميركية إنهاء وجودها العسكري في سورية، بالتزامن مع توحيد الميليشيات التي تنشط في «منطقة الـ٥٥ كم» تحت راية واحدة، وللغاية ذاتها.
إلى ذلك، شنت المقاتلات السورية والروسية أمس أكثر من ٢٠ غارة جوية مشتركة، استهدفت مواقع وأوكار وتحركات داعش في مناطق الحماد وجبل العمور شمال مدينة تدمر وجبل الضاحك بجوار مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وحققت إصابات مؤكدة قتلت وجرحت عدداً كبيراً من إرهابيي التنظيم، وذلك بعد يوم من شن ما يزيد على ٢٥ غارة مماثلة دكت مواقعه في المنطقة الواقعة بين حقل الآراك ومدينة السخنة وفي بادية الشولا بريف دير الزور الجنوبي.
المصادر الميدانية لفتت إلى أن الجيش العربي السوري استقدم تعزيزات عسكرية وبدأ في ١٦ الشهر الجاري حملة تمشيط واسعة، بمؤازرة القوات الرديفة وبإسناد جوي من سلاح الجو السوري- الروسي المشترك، استهدفت بادية تدمر بحمص وبادية الرصافة في محافظة الرقة، حيث تمكن من قتل عدد كبير من إرهابيي التنظيم خلال الاشتباكات التي دارت معه في البادية الأخيرة.
وذكرت أن وحدات الجيش العربي السوري شنت أيضاً حملة تمشيط للبحث عن إرهابيي فلول التنظيم الإرهابي المتوارين في بادية التبني في ريف دير الزور الغربي، والذين سبق لهم أن شنوا هجمات باتجاه حواجز الجيش السوري في ريف الرقة الغربي.