ازداد الوضع الإنساني سوءا في مدينة غزة التي عادت قوات الاحتلال للتوغل في مناطقها الغربية، وفي مدينة خان يونس، التي تتعرض لهجوم بري كبير، حيث سجل سقوط عدد كبير من الشهداء، من بينهم من لا يزال ملقى في الشوارع، بعد استهدافهم من قبل جنود الاحتلال، خلال نزوحهم القسري من مناطق العمليات العسكرية، فيما طالبت وزارة الصحة بحماية طواقمها، التي تتعرض لحصار شديد، وتمنع من تقديم الخدمات الطبية للضحايا.
حصار غرب غزة
ولا تزال قوات الاحتلال تشن غارات جوية قوية، على شكل أحزمة نارية، تستهدف غالبية مناطق مدينة غزة، وتركز على المناطق الغربية من المدينة، التي تتعرض منذ يومين لهجوم بري كبير، بعد محاصرة تلك المناطق وهي مناطق تل الهوا والصبرة والرمال ودوار أبو مازن والميناء ومحيط مشفى الشفاء، من الدبابات الإسرائيلية التي قدمت من مناطق شمال وجنوب المدينة.
وأطبقت الدبابات على شكل “فكي كماشة” على تلك المناطق المحاصرة حاليا، وكعادتها انتشرت فوق سماء تلك المناطق طائرات مسيرة كثيرة، بعضها من نوع “كواد كابتر”، حيث يؤكد السكان أنها تقوم بإطلاق النار على من تجده في الشارع، ما أدى إلى سقوط الكثير من الشهداء.
أطبقت الدبابات على شكل “فكي كماشة” على مناطق تل الهوا والصبرة والرمال ودوار أبو مازن والميناء ومحيط مشفى الشفاء المحاصرة حاليا
وبسبب عملية التوغل البرية، والاستهدافات المباشرة لجنود الاحتلال، سواء “القناصة”، أو المتمركزين في الدبابات، على سكان تلك المناطق، تواجه طواقم الإسعاف صعوبة في الوصول إلى الضحايا.
وكانت قوات الاحتلال طالبت سكان تلك المناطق بالنزوح القسري والتوجه بشكل فوري إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، التي تبعد أكثر من 15 كيلومترًا سيرًا على الأقدام.
ويؤكد سكان من منطقة الرمال أن العملية البرية الحالية التي تنفذها قوات الاحتلال، تشبه تلك العنيفة التي نفذتها قبل أكثر من أسبوع، من حيث القوة النارية، وحجم الدبابات والآليات العسكرية التي دخلت المنطقة.
وحسب رواية أحد الشهود، فإنهم يسمعون على مدار الساعة أصوات انفجارات قوية، وإطلاق نار كثيفا، وأكدوا أن هناك خوفا كبيرا على حياتهم، وخشية من إصابة منازلهم بصواريخ إسرائيلية.
ويوضح أن هناك ما أشبه بـ “منع تجول” في المنطقة، حيث التزم السكان منازلهم، خشية من استهدافهم من الطائرات المسيرة، وأكد أن هذا الأمر يزيد من حالة الجوع، خاصة وأن السكان هناك كانوا يتدبرون طعامهم يوما بيوم وبصعوبة بالغة، لشح كميات الطعام هناك، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال على مناطق غزة وشمالها.
إجبار على النزوح
وفي السياق، فقد سجل خلال الساعات الماضية، بعد أن طلب رسميا جيش الاحتلال من سكان مربعات سكنية كثيرة في غرب مدينة غزة، النزوح القسري، قيام قوات الاحتلال باقتحام العديد من المنازل هناك، على وقع عمليات إطلاق نار كثيف صوبها، وإخراج الرجال والشبان منها واقتيادهم إلى مناطق مجهولة.
ويخشى السكان أن يتعرضوا لعمليات إعدام ميداني، على أيدي قوات الاحتلال، وأن يجبروا على النزوح القسري بعدها إلى وسط وجنوب القطاع.
كذلك قامت قوات الاحتلال باقتحام “مراكز الإيواء” المنتشرة غرب مدينة غزة، ومنها التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وقامت باعتقال العشرات من الرجال المتواجدين فيها.
قامت قوات الاحتلال باقتحام “مراكز الإيواء” المنتشرة غرب مدينة غزة، ومنها التابعة لـ”الأونروا”، وقامت باعتقال العشرات من الرجال المتواجدين فيها
وكانت قوات الاحتلال في الاجتياح السابق، نقلت جميع المعتقلين الذين أجبرتهم على السير بين الدبابات، إلى منطقة أنصار، التي أقامت فيها مركزا عسكريا، وهناك أخضعتهم للتحقيق، وتعرضوا خلاله للضرب المبرح، قبل إجبارهم على السير من هناك حتى مدينة دير البلح مشيا على الأقدام، تحت تهديد القصف بالطائرات المسيرة، في حال أخلوا بالأمر العسكري، خلال رحلة النزوح القسري.
ويؤكد شهود عيان أن الطريق الذي حدده جنود الاحتلال لسكان تلك المناطق، من أجل الخروج والنزوح القسري، وهو الطريق الساحلي “الرشيد”، مليء بآليات عسكرية يعتليها جنود الاحتلال، فيما هناك حاجز عسكري على أحد مقاطع الشارع، يجري خلاله التدقيق في شخصيات النازحين.