الأخبار ـ آمال خليل
لم يقفل الصهاينة حسابهم المفتوح مع حولا منذ نكبة جارتها فلسطين عام 1948. في استهداف جماعي ثالث للمدنيين، استشهد ثلاثة من أبنائها وهم المزارع حسن حسين وزوجته رويدة مصطفى ونجلهما علي حسين (25 عاماً)، بغارة استهدفت منزلهم في الحارة الشمالية مساء أمس بغارة.
وبذلك، ينضم الشهداء الثلاثة إلى قافلة شهداء بلدة حولا الذين شقطوا منذ بداية العدوان، وهم الشهيدان حسين حسين وعلي مهدي، اللذان سقطا باستهداف حارة المسجد الشهر الماضي، وقبلهما ناصيفة مزرعاني ونجلها محمد مزرعاني، اللذان سقطا بقصف مدفعي استهدف منزلهما في كانون الأول الماضي.
برغم العدوان اليومي على حولا، رفض حسين النزوح. هو يمتهن تربية الأبقار والحراثة على جراره الزراعي وريّ الحقول وزراعة القمح والتبغ. التصاقه العضوي بالأرض كانتماء وكمصدر معيشة جعله يصمد رغم الغارات والقصف حول منزله، ومعه صمدت زوجته رويدة، شريكته في الزراعة وأولاده الذكور الثلاثة علي وقاسم وكامل.
رد المقاومة على استهداف منزل آل حسين لم يتأخر. بعد نحو أربع ساعات، صدر بيان يعلن استهداف مستعمرة كفربلوم بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على الإعتداءات الإسرائيلية على القرى الصامدة ومنازل المدنيين. في مراسم تشييعهم بعد ظهر اليوم في حولا، اجتمع العشرات من الأهالي الذين أجبرهم استهداف المدنيين على النزوح.
وصل موكب النعوش الثلاثة من مستشفى تبنين الحكومي، بعد مراسم تكريمية أُقيمت لهم في شقراء. وبغياب تام لطائرات العدو وقبالة موقع العباد المعادي، أُقيمت الصلاة على الشهداء. النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض حيا بلدة حولا «عرّابة المقاومة التي تقدّم الشهداء منذ مجزرة عام 1948 فداءً للأرض ونصرة لفلسطين».
وفي مسيرة راجلة، سار المئات خلف النعوش حتى الجبانة في الحارة الشمالية المحاذية لمنزلهم. الغارة أحالت المنزل المقابل للعباد إلى ركام. بين بقايا الجدران والأثاث، صارت حوراء ابنة حسين تلملم بقايا ملابس والديها. أما شقيقتها إسراء، فقد جمعت تراب أحواض الزرع التي كانت والدتها تزرعها. الأبقار والدواجن التي كان حسين يربيها نجت من المجزرة. الحمام رفرف فوق الركام. وفي ظلالها، انتشر أولاد الشهيدين وأولادهما يتوعدون الثأر لوالديهما ولشقيقهم علي، العريس الذي كان يتحضر للزواج.