العهد ـ حسن شريم
بالتوازي مع البطولات التي يسطّرها المجاهدون على الحدود الجنوبية، يسعى أبناء بلدة حولا الجنوبية لخدمة الأهالي الصامدين أو النازحين. المتطوعون يعملون على إعداد الطعام والحصص التموينية لإيصالها إلى عوائل حولا النازحة إلى قرى الجنوب أو بيروت كعنوان للدعم والصمود، فيكتمل مشهد البطولة بكافة صوره ليبدو لامعًا لا مثيل له.
الناشط الاجتماعي وأحد مؤسّسي مطبخ حولا في الجنوب زياد غنوي يقول لموقع "العهد" الإخباري إنّه نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد ولا سيّما في السنوات الأربعة الأخيرة ارتأينا تأسيس مطبخ في بلدة حولا عام 2018 قائم على دعم الخيّرين وأصحاب الأيادي البيضاء، إذ بدأنا بتجهيز مطبخ يهدف إلى تقديم الطعام والحصص التموينية للمسنين والعجزة".
وبحسب غنوي، فإنّ "هذه السنة تختلف عن سواها نظرًا للظروف الأمنية التي يعيشها أهالي البلدة وموجة النزوح نتيجة الحرب الإسرائيلية فبدأنا بإحصاء أعداد النازحين في الجنوب وبيروت، وبدأنا بإعداد الحصص التموينية (والتي تشمل الخضار والمعلبات والسكر والأرز...)، إضافة إلى بعض القسائم الشرائية التي تتيح لبعض النازحين شراء بعض الحاجات الغذائية من لحوم ودجاج..).
ويؤكد غنوي لـ"العهد" أنّه رغم الظروف والتحديات الأمنية فإنّ عملهم سيتواصل، داعيًا الناس الخيّرة والميسورة للتبرّع والمساهمة بغية الاستمرار بالعمل في شهر رمضان وما بعده".
علي ياسين وهو أيضًا من مؤسّسي المطبخ يوضح لـ"العهد" أنّ "العمل في المطبخ بدأ بتقديم الطعام لحوالى 40 متعففًا ومحتاجًا وعاجزًا، وتطوّر هذا الأمر واستمرّ ليطال أعدادًا أكبر من العوائل المتعففة والمحتاجة حيث عملنا على توسيع المطبخ وشراء المعدات الحديثة لتلبية حاجات الناس وتوصيل الطعام والإفطارات الرمضانية التي تعدّه نساء من البلدة ويعمل على توصيله إلى المنازل عدد من الشباب المتطوعين، كما كان يقام إفطارييْن سنويًا للعجزة والمسنّين في البلدة وهذا كله بفضل الداعمين والخيّرين والتبرعات التي يقدّمها الميسورين للمطعم".