ما بين سوق الصاغة وسط العاصمة وسوق الذهب في محلّة المزرعة مسافة. الأوّل تدمّر فيما الثاني لم يتعمّر.
استبدل سوق الصاغة، بأسواق هجينة على طابع المدينة حتى لو تمّ سقفها حسب الطراز الشامي، إلاأنّها باتت حكراً على أناس منهم من غادر ومنهم من قاطع البلد.
ما عاد في أسواق بيروت، تلك المتاهات، ولا حتّى صوت الباعة، كذلك تلاشت رائحة التوابل مع رائحة المدافع. اختفى الناس ودمّرت متاجرها.
وإذا كنت تبحث عن بعض المجوهرات الذهبية والفضية المصنوعة محليًّا، فتوجّه بدلًا من ذلك إلى النويري بين منطقتي البربير والبسطة، واسلك اتجاه شارع الأوزاعي نحو محطّة العريس، ستجد طريقًا مزدحمًا بمتاجر الذهب والفضة في كل مكان تنظر إليه.
هذا السوق استطاع أن يفرض نفسه على مدى عقود، من مدخل الشارع عند بن عدنان إلى سوبرماركت الديوان. تنتشر على الجانبين محلّات بيع الحلي الذهبية والفضية، جميلة بتصاميمها وأرخص من محلات “البراندات”، وتعطي لبيروت ثقلًا اقتصاديًا مقبولًا.