مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قرى الجنوب اللبناني، وتصاعد تداعياتها على الغطاء النباتي والقطاع الزراعي، أعلنت شركة محطات الأمانة مبادرة لإعادة زراعة آلاف أغراس الزيتون، بدل تلك التي أحرقها العدوان الإسرائيلي.
مدير محطات الأمانة أسامة عليق أشار إلى نية "الأمانة" زراعة نحو 5000 إلى 10000 غرسة زيتون في القرى الحدودية من جنوب لبنان، لافتًا إلى أن الشركة ستقوم بالتعاون مع وزارة الزراعة ومؤسسات إنمائية لمحاولة تأمين أكبر عدد ممكن من الأغراس.
وقال عليق في تصريح خاص لـ "العهد" إن "السبب الرئيسي للتفكير بإعادة التشجير هو الحرب المستمرة وتداعياتها وتأثيرها على الأشجار"، لافتًا إلى أن "هناك أحراج احترقت وأشجار زيتون احترقت، وبما أن أكثر الأشجار المثمرة الموجودة في الجنوب هي الزيتون، قررنا تخصيص جزء من أرباح شركة الأمانة لزراعة أغراس بدلاً من تلك المحترقة في القرى الأمامية".
وأضاف عليق في تصريحه لـ"العهد": "سوف نقوم بحملة التشجير بعد الحرب بعد تأمين الأغراس بمشاركة البلديات والجمعيات وفرق من شركة الأمانة للمحروقات والمتطوعين"، لافتًا إلى أنَّ شركة الأمانة ستعمل بقدر استطاعتها للتخفيف من تداعيات العدوان الإسرائيلي.
وكان وزير الزراعة عباس الحاج حسن قد أشار إلى تعرض جنوب لبنان لقصف إسرائيلي بالقذائف الفسفورية، وأعلن في اجتماع سابق عقد في 6 آذار/مارس 2024 في مقر الأمم المتحدة في بيروت، عن تسجيل أكثر من 657 حريقًا جراء الاعتداءات الإسرائيلية، مضيفًا: "أما الأحراج اللبنانية في جنوبنا والأراضي الزراعية فقد جرى استهداف أكثر من 6000 دنم أُلحق فيها ضرر، وأكثر من 2000 دنم أُحرقت بالكامل، واحترق أكثر من 60 ألف شجرة زيتون معمرة".
تأتي مبادرة "الأمانة" في وقت يتعمد فيه العدو استهداف منازل المواطنين، والأحراج والمناطق الزراعية في جنوب لبنان، وتدمير مقومات الحياة والبنية الاقتصادية وعلى رأسها الزراعة التي تعتاش منها شريحة كبرى من أهالي الجنوب، ما يتطلب لفتة من الحكومة لتعويضهم وحماية أحد أهم القطاعات الحيوية في لبنان.