بالنسبة لمعظم البشر، لا يتعدى مرض "كوفيد-19" (كورونا) كونه مرضًا قصير الأمد، ولكن بعض المصابين به يشعرون بأعراض، كالإرهاق، وضيق التنفس، لأشهر عديدة بعد إصابتهم. وعليه، تحولت أعراض الفيروس بعيدة المدى إلى هاجس للخبراء في المجال الصحي، بعدما سيطرت جائحة كورونا على العالم طوال أكثر من ثلاثة أعوام، ما أدى الى ظهور ما بات يُعرف بـ"الكورونا المزمنة".
ويمكن أن يتعرض من أُصيبوا بالمرض لمضاعفات شديدة، كتضرُّر القلب والكليتين والجلد والدماغ. وقد يُصابون بالتهاب ومشاكل في الجهازين التنفسي والمناعي أيضًا. ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض أيضًا إلى ظهور أمراض جديدة في الجهاز العصبي، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق الشديد والضعف في التركيز.
وعلى هامش اليوم العالمي للتوعية حول حالة "الكورونا المزمنة"، يقول الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور جاك مخباط لموقع "العهد" الإخباري "لا قائمة محددة للأعراض التي يعاني منها المصابون، إذ يمكن أن يواجه شخصان مصابان بـ "كوفيد-19" طويل الأمد تجارب مختلفة كليًا".
ويوضح أن ""الكورونا المزمنة" حالة تظهر بعد الإصابة بالفيروس وتمتد على مدى أشهر، أي في مرحلة تماثلهم للشفاء من العاصفة الالتهابية التي مرّ بها الجسم، ويمكن أن تكون متفاوتة الحدّة"، مضيفًا: "يحتاج البعض من فترة تمتد من شهرين لسنة ليتعافى من "الكورونا المزمنة""، مشيرًا في هذا السياق إلى أنها ليست خطرة ولكنها يُحتمل أن تكون مزعجة للمصاب وتؤثر على نمط حياته سلبًا، فتشكل عائقًا أمام المريض يمنعه من ممارسة أنشطته اليومية بشكل عادي.
قد لا يكون تشخيص الحالة سهلًا، بحسب مخباط، فثمّة معايير معينة يتم الاعتماد عليها للتشخيص بغياب الفحص الخاص بـ"الكورونا المزمنة"، خصوصًا أن مثل هذه الحالة تحصل لدى الإصابة بأنواع عديدة أخرى من الفيروسات، وعليه على المريض المتابعة مع الطبيب للكشف عن أمراض أخرى تتشابه فيها العوارض، قبل التشخيص بحالة "الكورونا المزمنة".
العلاجات
هل من علاجات؟ يجيب مخباط أنّ الأعراض تزول تلقائيًا مع مرور الوقت، نافيًا وجود علاج خاص لهذه الحالة. وإذ يؤكد أن الطبيب قد يزود المريض ببعض الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، أو مضادات الهرومونات الالتهابية، يشدد في الوقت نفسه على ضرورة تهدئة المصاب نفسيًا.