نقلاً عن قناة الجزيرة- نهى سعد
قد يبدو مصطلح "متلازمة الكوخ" Cabin Fever ، والذي يترجم حرفيا بحمى المقصورة- غريبا وغير مألوف، ولكن تاريخه يرجع إلى أكثر من مئة عام، للإشارة إلى الأشخاص الذين اضطروا للاعتزال في المناطق النائية، خاصة خلال فصل الشتاء حين يشتد البرد ويضطر البعض للمكوث داخل البيت لأيام وأحيانا لأسابيع دون هواتف أو وسائل تواصل اجتماعي.
لا تعتبر متلازمة الكوخ اضطرابًا نفسيًا، ولكن أعراضها وتأثيرها معترف به في علم النفس على أنها شيء حقيقي.
وبحسب موقع سايك سنترال (Psych Central)، فإنه بسبب العزل الاجتماعي والقيود التي فرضت كإجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، أصبحت متلازمة الكوخ خطرا، وبمثابة عبء إضافي لما نواجهه هذه الأيام، فيشعر الناس بأنهم عالقون بين الخروج والإصابة بالفيروس أو البقاء بالمنزل والإصابة بالجنون بسبب العزلة.. فما الأعراض وكيف يمكنك حماية نفسك منها؟
الأعراض
ترتبط المتلازمة بأعراض تتعلق بسرعة الانفعال والقلق والخمول، والحزن المستمر أو الاكتئاب، وصعوبة في التركيز، وقلة الصبر، وشراهة للطعام، وقلة الشعور بمحفز للإنجاز، وأنماط النوم غير المنتظمة مثل النعاس أو الأرق، وصعوبة الاستيقاظ، وقيلولة متكررة، واليأس.
ويمكن للبعض التعايش مع هذه الأعراض، ولكنها قد تسبب صعوبة بالغة للآخرين لإنجاز المهام اليومية، وليس شرطا أن تعاني من جميع الأعراض، أو أن يعاني جميع الأشخاص من الأعراض ذاتها.
تقول فايل رايت، الطبيبة النفسية ومديرة مركز البحوث والجودة السريرية في الجمعية الأميركية لعلم النفس "يختلف تأثر الأشخاص وتطورهم للأعراض بحسب طبيعتهم ومزاجهم، فإن كنت شخصًا اجتماعيًا وغير متعود على الوجود في المنزل، فربما تكون أكثر عرضة للشعور بهذه الأعراض".
فالأمر طبيعي بسبب الحالة الاستثنائية التي يعيشها الجميع بسبب كورونا، فلا يمكننا التحكم في الجائحة ولكن يمكننا التقليل من تأثير هذه الأعراض حتى نتمكن من العبور من هذه المرحلة والخروج بأقل خسائر لنتمكن من الرجوع للحياة فيما بعد. وإليك بعض الخطوات:
المشي
إذا كان بالإمكان الخروج للمشي، ولو لوقت قصير، قد تساعدك الحركة والنشاط بشكل كبير، لما لها من فوائد كالتعرض لضوء الشمس لتنظيم الدورات الطبيعية في الجسم، إذ يساعد الخروج في تخفيف الضغط والتوتر وتحسين القدرات العقلية والمزاج، وحتى لو لم تتمكن من الخروج من المنزل يمكنك الجلوس في شرفة المنزل أو الاقتراب من النافذة للتعرض لضوء النهار.
حافظ على نشاطك البدني
ممارسة الرياضة بالمنزل ليست حلما، ولا يجب أن تكون بهدف الحصول على جسد عارضات الأزياء، فهذه أهداف طويلة المدى وما نحتاج إليه الآن هو تحسين المزاج وتقليل المشاعر السلبية بقدر الإمكان.
البقاء في المنزل هو فرصة ذهبية لما نتمتع به من كثرة الوقت وقلة المجهود وستشعر بالنتيجة في جسدك بالوقت، ولكن ما ستستمتع به في يومك هو ما أثبتته الدراسات من التأثير الإيجابي للرياضة على الصحة البدنية والنفسية مثل انخفاض هرمونات التوتر وإفراز هرمون الأندروفين الذي يعرف بهرمون السعادة ويعمل على تحسين المزاج.
اجعل البيت مكانا متجددا
بخطوات بسيطة يمكنك تغيير ديكور غرفة المعيشة التي تقضي بها معظم وقتك أو تغير نظام غرفة النوم لتصبح بشكل مختلف، ويمكنك استغلال هذا قبل أيام العيد للشعور بالتجديد ولو لجزء بسيط.
حدد قائمة بأهداف يومية
تمر الأيام مشابهة حتى تجد نفسك غير مدرك بأي يوم أنت؟ يساعد تحديد بعض الأهداف يوميا في بداية اليوم للشعور بالوقت والإنجاز بآخر اليوم فلا تصبح الأيام متشابهة.
قد تكون الأهداف بسيطة مثل عمل قناع لوجهك للاهتمام به أو إنجاز بعض المهام المتراكمة ولكن تحديدها يجعلك أكثر قدرة على الالتزام بها والاستمتاع بشعور الإنجاز بعد إنهاء كل هدف.
حافظ على نمط يومي
قد يبدو الأمر صعبا بسبب البقاء في المنزل وتشابه الأيام وتكررها بالأحداث نفسها بشكل ممل ولكن الحفاظ على نمط يومي يجعل اليوم يمر بمراحل منظمة، ويساعد في إنجاز قدر أكبر من المهام خلال اليوم لتقليل الشعور بالملل، وعدم الانصياع وراء الرغبة في النوم طوال اليوم.
يمكنك تحديد نمط لأهم الأشياء خلال يومك مثل النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة وتغيير ملابس النوم والبدء في إنجاز عملك إن كنت تعمل من المنزل أو إنجاز مهام أخرى، مع ممارسة الرياضة في الوقت نفسه يوميًا، وتناول الطعام في أوقات محددة للحد من الرغبة في الأكل طوال اليوم.
لا تنعزل تمامًا
لا تزد من العزلة الاجتماعية والبقاء داخل المنزل وحافظ على التواصل مع الأقارب والأصدقاء يوميا ولو بمحادثة صغيرة للاطمئنان.
وحاول تقديم الدعم لمن حولك بحب وإظهار الاهتمام بهم، فهو أكثر ما نحتاج إليه الآن حتى نتمكن من الخروج ولقاء الأحبة.