جددت الأمم المتحدة في بيان، التزامها ب"مكافحة الأخبار الخاطئة"، معلنة أنها "تعمل مع مختلف الشركاء في لبنان لمواجهة ارتفاع اختلاق ونشر المعلومات الخاطئة والشائعات وغيرها من المحتويات المضللة". ولفتت الى أن "الحل يكمن في مواجهة الكميات الهائلة من المعلومات المضللة في تحسين توفير المعلومات الصحيحة، وضمان تلبية الطلب عليها، من خلال تعزيز الأخلاقيات الصحافية والمهنية، وتحسين محو الأمية الإعلامية بين متلقي المعلومات"، موضحة أن "هذه الاستراتيجية تنطوي على الجمع بين رفع مستوى الوعي على المستوى الوطني من جهة، وبناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية من جهة أخرى".
وذكرت أن "التصدي للأخبار المضللة هو أمر بالغ الأهمية خصوصا خلال انتشار وباء فيروس كورونا لأنه يعرض حياة الناس للخطر، بما في ذلك حياة الأشخاص الذين يتعرضون للوصم بسبب إصابتهم بالفيروس أو أولئك المتهمين بنشره"، معلنة أن "هذا النداء هو بمثابة تنبيه لجميع المجتمعات المسؤولة على كيفية التعامل مع انتشار الفيروس ومواجهة تأثير الأخبار المزيفة على التحديات المستقبلية".
وقالت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو: "إن المعلومات الخاطئة خلال فترات الأزمات الصحية يمكن أن تؤدي إلى نشر الخوف والوصم، وقد تترك الأطفال والعائلات والمجتمعات المحلية دون حماية وأكثر عرضة للفيروس".
أضافت: "نطلب من الجميع البحث عن المعلومات الدقيقة من مصادر تم التحقق منها والامتناع عن مشاركة المعلومات من مصادر غير موثوقة أو لم يتم التحقق منها".
وأشار البيان الى أن "من جهود الأمم المتحدة الأخيرة في هذا الصدد، الحملة الوطنية للاستجابة لتدفق الأخبار الخاطئة والمضللة حول فيروس كورونا، بالشراكة مع وزارة الإعلام اللبنانية، والتي تهدف الى نشر المعلومات والحقائق العلمية الدقيقة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ونشر فقرات إعلانية تحتوي على معلومات دقيقة تحت عنوان "صححوا المعلومة"، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والعيني للوكالة الوطنية للاعلام في إنشاء صفحة الكترونية للتحقق من الوقائع على الإنترنت وكشف الأخبار الخاطئة المتعلقة بالفيروس".
ولفت الى أن "الخطة تتضمن أيضا تطوير سجل شائعات لتسجيل الشائعات التي يتم رصدها محليا، ثم التحقق منها، وتوفير معلومات موضوعية ودقيقة وموثوقة لكل شائعة تمت مشاركتها. سيتوفر أيضا موقع الكتروني للتبليغ من أجل السماح للأشخاص بالإبلاغ والتحقق من صحة أي أخبار سمعوا بها. كما سيتم نشر حملة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للأخبار المزيفة مقابل المعلومات الدقيقة والحقائق".
وأوضح أنه "مع التراخي المفاجىء لعملية الإغلاق الكامل، يتساءل الناس عما إذا كان التواجد في المسابح آمنا أم لا، مع تناقل الشائعات حول إذا ما كان الفيروس يعيش في الماء والسباحة في مياه الكلور هي آمنة. فقد تم تحضير مقطع فيديو جديد سيتم نشره بهدف التوضيح وإعطاء معلومات دقيقة حول سلامة التواجد في المسابح".
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي: "إننا نكافح وباء ذا شقين، يؤثر كلاهما على صحتنا ورفاهنا بطرق مختلفة، فانتشر أيضا وباء انتشار المعلومات الخاطئة عبر قنوات التواصل المختلفة في المجتمعات منذ بداية تفشي فيروس كورونا".
أضافت: "نحن نسعى جاهدين لتوفير معلومات دقيقة نقوم بنشرها مع شركائنا في الوقت المناسب".
وذكر البيان بأنه "في آذار 2020، أطلقت الأمم المتحدة أيضا حملة وطنية بالشراكة مع تلفزيون LBCI لرفع مستوى الوعي حول الطرق الآمنة للناس لتداول الأخبار وسط الانتشار المتزايد للمعلومات المضللة. تحت شعار "عد للعشرة قبل مشاركة الأخبار غير المؤكدة"، ركزت الحملة في البداية على الأخبار المتعلقة بكوفيد-19 كجزء من خطة استجابة الأمم المتحدة الطارئة للوباء. تضمنت الحملة مقاطع فيديو مع رسوم بيانية تم نشرها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مع مساهمات من المؤثرين المحليين. وكخطوة تالية، سيتم بث سلسلة من الإعلانات التي تتضمن معلومات دقيقة على محطات التلفزيون المحلية، بالتوازي مع حملة إعلانات على الطرقات".
وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سيلين مورود: "بينما يقف العاملون في مجال الرعاية الصحية الشجعان في خط المواجهة الأمامي لمكافحة تفشي الفيروس، ندعو الجميع للانضمام الى المعركة من خلال تعزيز الحقائق والعلوم وتغليب الأمل على اليأس والانقسامات. كجزء من جهودنا لمواجهة الأخبار المزيفة، أطلقنا حملة "عد للعشرة" في وقت سابق من الشهر الماضي، وشراكة اليوم مع وزارة الإعلام، تمثل علامة بارزة أخرى في تعزيز جهودنا الجماعية لمكافحة المعلومات الخاطئة والشائعات".
وأشار البيان الى أنه "بالإضافة إلى ذلك، دأبت الأمم المتحدة على تدريب 40 شابا وشابة من الفاعلين في عشر قرى من مختلف المحافظات اللبنانية على مكافحة الأخبار المزيفة والانخراط مع مجتمعاتهم المحلية لتعزيز التماسك الاجتماعي والاستقرار. وفي نيسان 2020، أطلق المتدربون أول مبادرة لوسائل التواصل الاجتماعي يقودها الشباب ضد الأخبار المزيفة في لبنان تحت عنوان "صحتك من صحة الخبر" (الأخبار الحقيقية/"الصحية" تساهم في صحتك/رفاهيتك) على Facebook وInstagram لرصد وكشف ومكافحة انتشار الأخبار المزيفة التي تساهم في زيادة الخوف والوصم بين المجتمعات. من خلال هذه الصفحات، سيقوم هؤلاء الشباب والشابات برفع الوعي حول هذه القضية وتعزيز استخدام الأدوات والتقنيات الصحيحة لنشر المعلومات الدقيقة فقط".