نظمت الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم MUBS مؤتمرا تخصصيا من أجل الإعلان عن نتائج المرحلة الأولى وتحديد برنامج المرحلة المقبلة عبر التفاعل مع توجهات القيمين على القطاع التربوي، ومن خلال نقاشات الجلسات التي شارك فيها وزراء ونواب وخبراء متخصصون، في وزارة التربية والتعليم العالي.
حمل المؤتمر عنوان "المنصة الوطنية للتربية- بناء الجسور نحو مستقبل أفضل"، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال القاضي الدكتور عباس الحلبي ممثلا بالسيدة بشرى البغدادي، وبحضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، وزير الثقافة القاضي الدكتور محمد وسام المرتضى، وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض ممثلا بمدير عام وزارة الصحة فادي سنان، الوزيرة الدكتورة عناية عز الدين، النائب فيصل الصايغ ممثلا النائب تيمور جنبلاط، الشيخ الدكتور رمزي سري الدين ممثلا شيخ العقل لدى طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، النائب سامي الجميل ممثلا برئيس المجلس التربوي في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور شليطا بو طانيوس، عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، رئيس لجنة شؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي علامة، مدير عام وزارة التربية عماد الأشقر، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسور هيام اسحق، مستشار الجامعة اللبنانية وعضو اللجنة الفنية البروفسور نديم منصوري، رئيس لجنة التربية النيابية الدكتور حسن مراد ممثلا بمحمد نجم الدين، ممثلي السفارات، ممثلي القيادات العسكرية والأمنية، ومسؤولي وممثلي مكاتب تربوية ، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية وسياسية وتربوية ، مجموعة من الخبراء والاختصاصيين، رؤساء المصالح، وتمثلت الجامعة برئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم MUBS الدكتور حاتم علامي، رئيس الجامعة البروفسور علي شعيب، نائب رئيس الجامعة البروفسور نائل علامي، نائب الرئيس للشؤون الإدارية في الجامعة ساهرة مطاوع علامي وطلاب وعائلة MUBS.
قدم الحفل عبد الله ملاعب. وبعد النشيد الوطني اللبناني تم عرض فيلم وثائقي عن الجامعة.
وكانت كلمة لوزير التربية والتعليم العالي شدد من خلالها على "أهمية وضرورة التلاقي في بلد لا يستطيع الإستمرار إلا بشد أواصر العلاقة بين أبنائه ومكوناته عبر الحوار الذي يوحد اللبنانيين ويمدهم بالقوة في مواجهة الأزمات والكوارث التي تعصف بنا وبالمنطقة".
وقال: "هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم وتحتضنه وزارة التربية والتعليم العالي هو للتأكيد على أن مستقبلنا يتحصن بالتعليم ونواته التي تشكل حاضنة للأفكار والبحث ومكانة للتواصل والتنوير والتطوير في مجالات العلم والتكنولوجيا".
وأشاد الحلبي بـ"دور الجامعة الريادي ودور جميع القيمين على الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم في تسليط الضوء على تحديات التربية والتعليم العالي" وأثنى على جهود الدكتور حاتم علامي "على الدور الذي يضطلع به أكاديميا وعلميا وبحثيا وهو العارف بخبايا الأمور في وطننا والمبادر دوما في الحقلين التربوي والإجتماعي بهدف بناء الجسور والتواصل".
وقال: "لا أبالغ إن قلت إن التربية هي المدخل لبناء الأجيال وإعدادها وطنيا وعلميا وإجتماعيا وثقافيا لتتولى استنهاض المجتمع وبناء الوطن خصوصا في أوقات الأزمات. فالتربية تشكل المدماك الأساس لبناء الجسور خصوصا إذا اقترنت بالإصلاح الذي يشكل بالنسبة لنا عنوانا أساسيا لنقل التعليم إلى مصاف الحداثة ومسار الإصلاح الذي يجب أن يكون مستمرا إنطلاقا من المدرسة بالدرجة الأولى وصولا إلى الجامعة، ليس بهدف تطوير التعليم فحسب بل لتنقيته من الشوائب ونقله إلى مستوى الكفاءة عبر سياسات فاعلة يشارك الجميع في صياغتها. وعملية بناء الجسور وسط التحديات ينطلق من أسس تقديم وتشخيص الوضع القائم".
أضاف الحلبي: "الأوضاع التي شهدها لبنان منذ ٤ سنوات تقريبا أثرت بشكل مباشر على التربية وعلى العملية التعليمية وعلى الإنتاجية والأداء والكفاءة".
وشدد الحلبي على أن "التركيز على التربية والتعليم في مسار بناء الجسور للمستقبل يعزز الإمكان في مواجهة الأزمات، ولا بد في هذا الخصوص من منع تأثير السياسة على التعليم التي أحدثت في فترات سابقة خللا بنيويا لا يعوض إلا بإعادة النظر في كل النظام التعليمي وممارساته".
وقال: "إننا نعمل بجهد وتصميم على مواجهة تحديات التربية، والأمر لا يقتصر على التعليم ما قبل الجامعي بل وضعنا تصورات لمستقبل التعليم العالي ليس على أساس ضمان الجودة فحسب بل بإرادتها. ولذا نعمل على إدخال أنظمة الكفاءة في التعلم الذي يدمج الآليات العالمية مع السياقات المحلية، فنحن نريد الإعتماد على مناهج تركز أكثر على التواصل وتعزيز الآراء الإيجابية والقيم والمهارات.
فالإصلاح التربوي هو طريق نحو خلق مناخات إيجابية بين المتعلمين، تساهم في بناء الجسور الحقيقية مع المستقبل وهذا الأمر لا يستقيم إلا بدرس مواطن الضعف الأكاديمي للتلامذة اللبنانيين".
وتابع:" لدينا مشكلة في المناهج التعليمية، فعملنا على إنجاز الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي ضمن ورشة كبرى. وها نحن ننطلق لمواكبة المفاهيم العلمية، توفير الموارد للمدارس، التركيز على دور المتعلمين، التربية المستدامة وردم الهوة بين مراحل التعليم.
لقد تجاوزنا اليوم الكثير من العقبات، ولا يزال أمامنا تحديات كبيرة تتمثل مع استمرار التعليم.
من موقعي، سوف أواصل العمل على تعزيز التعليم وتأمين مقوماته. ولقد صممنا على إعادة الإعتبار للشهادة الرسمية، خصوصا أن السنة الحالية كانت سنة طبيعية في المدارس لا سيما وأننا واجهنا أزمات خطيرة لا تزال تداعياتها وانعكاساتها السلبية".
وختم: "بناء الجسور يستدعي تنمية حس الإنتماء الوطني بين المتعلمين وتعزيز الشراكات مع المجتمع المدني، فالقطاع التربوي يشكل العصب في نهوض البلد، وأنني على ثقة أن هذا المؤتمر سيخرج بتوصيات تساهم في بناء الجسور نحو مستقبل أفضل".