صدر عن "دار الولاء" الكتاب الجديد للمؤرخ الدكتور علي درة تحت عنوان: "شيعة لبنان بين التهميش وبدايات النهوض"، وهو عبارة عن دراسة قسَّمها المؤلف إلى 4 فصول: فترة الإقطاع التي تتناول علاقة الشيعة مع السلطة العثمانية ومع رجالات الإقطاع خلال تلك الحقبة، من خلال نظام الملكية العقارية وزراعة الأرض وآليّات العمل فيها.
وخصص الفصل الثاني لعهدي القائمقاميّتين ومتصرفيّة جبل لبنان، والعلاقة مع الأمير فيصل وصولاً إلى معركة ميسلون.
وأفرد الفصل الثالث للفترة الممتدة من إقرار الإنتداب الفرنسي على بلادنا، وإعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، ووضع الدستور اللبناني، وما تلاه من انتقال إلى مرحلة الحكم الوطني، والثورات ضد الفرنسيين في البقاع وجبل عامل، والمشاركة في الثورة السورية الكبرى التي كان من أسبابها اعتقال سلطات الإنتداب أدهم خنجر في دارة سلطان باشا الأطرش.
أما الفصل الأخير من الكتاب فقد تمحورت الدراسة فيه حول واقع الحرمان، وتطور مراحل المشاركة السياسية والإدارية للشيعة منذ استقلال لبنان، مع إشارات لاحتكار تمثيل الطائفة الشيعية بعائلات محددة، ولغاية اتفاق الطائف الذي أنصف إلى حد ما الشيعة في رئاسة مجلس النواب وفي الحقائب الوزارية.
وأطلَّ الكاتب على الأحزاب والحركات الشيعية "التي كانت تتلقى الدعم من بعض المتنفذين، وغيِّبت عن التاريخ اللبناني الرسمي والخاص".
ورأى درة أن "التهميش والمعاناة استمرا حتى قدوم الإمام السيد موسى الصدر إلى لبنان في الستينيات، والذي كان له التأثير الكبير في تاريخ الطائفة الشيعية".