أمجد ياغي ـ العربي الجديد
مع حلول الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، بدأ سكان المناطق الشرقية من مدينة رفح يتلقون اتصالات على هواتفهم المحمولة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تضم رسائل صوتية مسجلة يطلب فيها منهم إخلاء كافة المناطق التي يتواجدون فيها، ومن بينها عدد من البلدات وصولاً إلى حدود وسط المدينة، قبل البدء في عمليات عسكرية واسعة بتلك المنطقة.
شملت التحذيرات الطلب من الأهالي عدم التوجه إلى مناطق البلد والسلطان والحي السعودي، والتي كان الاحتلال يدعي سابقاً أنها آمنة، ويطلب منهم التوجه إلى منطقة المواصي في مدينة خان يونس، محذراً من التوجه إلى مدينة غزة أو المنطقة الشمالية التي لا تزال محاصرة، ويعتبرها جيش الاحتلال منطقة قتال، كما هو حال المنطقة الشرقية في رفح في الوقت الحالي.
وتوجه الآلاف من المناطق الشرقية في رفح إلى غربي ووسط المدينة، وإلى غربي مدينة خان يونس (جنوب) وشمالي مدينة دير البلح (وسط) على الرغم من ندرة وسائل المواصلات من جراء عدم توفر الوقود في القطاع، وهم ينوون إعادة نصب خيامهم في تلك المناطق في ظل عدم توفر أي مأوى فيها.
ويتواجد في رفح قرابة 1,5مليون نسمة، غالبيتهم نازحون من من مدينة غزة وشمالي القطاع خلال شهور العدوان الإسرائيلي الماضية، وقد انتشرت حالة من الذعر بين النازحين المتواجدين في شرقي رفح، وعلت أصوات بكاء الأطفال والنساء في مشهد الإخلاء، إذ حمل كثيرون أمتعتهم متوجهين إلى مناطق وسط مدينة رفح، أملاً في الحصول على وسيلة نقل توصلهم إلى المنطقة الغربية وشارع الرشيد الذي يؤدي إلى منطقة المواصي في خان يونس.
وزاد توتر العائلات بعد تزايد تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في المنطقة، وقيامها بإلقاء مناشير تحذيرية تطلب إخلاء المناطق المميزة باللون الأحمر في خريطة الاحتلال التي جرى تعميمها، وبعضهم تلقوا تهديدات عبر الهواتف قبل إلقاء المناشير التحذيرية من أجل الإسراع بإخلاء المنطقة التي يتواجد النازحون فيها منذ نحو سبعة أشهر.
انتشرت حالة من الذعر بين جميع المتواجدين في مدينة رفح
تضم مناطق الإخلاء المناطق الشرقية من بلدة الشوكة، وحي السلام، وحي الجنينة، ومنطقة تبة زارع، ومنطقة البيّوك، كما تشمل مناطق أخرى منها مربعات سكنية غرب حي السلام، ومناطق مدارس النازحين، ومربع مسجد عابد الرحمن بمنطقة الفالوجا، والخطير في الأمر أن الخريطة شملت أيضاً المنطقة التي تضم مستشفى أبو يوسف النجار، وهي المستشفى الوحيد في مدينة رفح.
غادر عدد من النازحين مدرسة حيّ السلام في شرق مدينة رفح، وهي تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وتضم ما لا يقل عن 12 ألف نازح من مختلف مناطق قطاع غزة، وخرج هؤلاء رغم أمطار الصباح باتجاه الغرب وصولاً إلى منطقة المواصي، والعديد منهم بلغ عدد مرات نزوحهم ثماني مرات.
من بين هؤلاء عائلة كريم أبو سخيلة، والذي وصل إلى منطقة البلد في رفح، وكان ينتظر دوره بين آلاف المتواجدين في ساعات الظهر حتى تنقله إحدى العربات التي يجرها حمار. يقول إنه يعيش حالة من الضغط النفسي الحاد، إذ كان في الأيام الماضية يترقب مع كثيرين في المدرسة التي نزحوا إليها، أخبار المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، على أمل أن يتوقف العدوان الإسرائيلي، ويعودوا إلى منازلهم التي لا يعلمون عنها شيئاً في شمالي قطاع غزة، والتي غادروها قبل ستة أشهر.