نظمّت مبادرة 4 آب والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة، بالتعاون مع اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" نشاطًا تربويًّا ووقفة تضامنية مع الضحايا والشهداء والجرحى والمتضرّرين جرّاء جريمة تفجير مرفأ بيروت عام 2020 تحت عنوان "من المسؤول؟ كلّنا مسؤولون"، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي وحضوره.
وبالمناسبة قال الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر: "انطلاقًا من حسّنا الإنساني ومسؤوليتنا نلتقي اليوم الى جانب أهالي الضحايا والمتضريين والمنكوبين من حادث انفجار 4 آب المشؤوم".
وأضاف: "إنّ الانفجار هزّ كيان بيروت وأودى بحياة ما يزيد عن 200 شهيد وتسبّب بدمار وخراب كبيرين، خصوصًا أنه ثاني أكبر انفجار في العالم".
ولفت الى أنّ " الجراح ما زالت تنزف وبيروت تأبى العودة الى سابق عهدها رغم مليارات الدولار التي صرفت عليها"، متسائلًا: "متى ترتاح نفوس الشهداء وتشفى جروح الاهل؟".
من جهته، أوضح مؤسس "مبادرة 4 آب" ونجل الضحية غسان حصروتي، المهندس ايلي حصروتي "أنّنا نجحنا بتنفيذ الوقفات التضامنيّة، بالحفاظ على العاطفة، بخلق مشهديّة وصورة، وببناء علاقات خاصة وعامة. لكن إن كان هدفنا فعلًا كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، فقد فشلنا حتى الآن".
بدوره، أشار نائب رئيس اللّجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المطران مار اسحق جول بطرس الى أنّ " التفجير خطف يومنا العاديّ، وخرقت الصدمة سكينتنا"، مردفًا أنّ "تفجير 4 آب يزيل أيّ مفهوم للأمان والأمن والحماية الاجتماعية والدليل على ذلك عدد الناس الذّين هاجروا بعد هذا اليوم المشؤوم".
الحلبي
من جانبه، اعتبر الوزير الحلبي أنّه "ثمّة محطّات سوداء أليمة ومفصليّة منها تاريخ 6 ايار عيد الشهداء"، وقال: ان "وقفتنا اليوم هي لتذكّر أضخم كارثة عرفها العالم في التاريخ الحديث وهو تفجير 4 آب، ولندرك دومًا أنّ الشعب اللبناني لم يسقط بالرغم من كلّ ما حصل".
وسأل الحلبي: "ألم يحن الوقت لأخذ العبر والدروس من هذا التفجير؟"َ.واضاف:" أنّ الفكرة من هذا التضامن هي استخلاص الدروس والعِبَر. نحن بحاجة ماسّة الى العناية بوطننا على الصعد كافة واهمّها الاهتمام بالجيل الشاب، فهو يعيش منقسمًا بين ما يدرسه في كتب التربية الوطنية وما يعيشه على أرض الواقع".
ولفت الحلبي الى أنّ "نكبة 4 آب فرصة لخلق الوعي الوطني وتعزيز الأسس معاً والتطلّع لبناء وطن مزدهر"، مشدّداً على أنّ "التربية هي التزام بالقيم والأخلاقيات وتسعى الى تعزيز المسؤولية والمواطنة التشاركية عبر مناهجها وأسسها".
وقال: "لا بدّ من العمل على بناء الثقافة الوطنية للحماية من حوادث مشابهة"، واكد "أننا في الوزارة نتطلّع الى إنجاز مناهج التربية الوطنية والتنشئة المدنية، من ضمن مرحلة مشروع كتابة المناهج الجديدة".
وأضاف الحلبي: "بات الشعب اللبناني في حاجة الى علاج نفسي ونشهد المعاناة اليومية في مدارسنا لدى الجيل الجديد، لذا يجب إدخال رؤية معالجة الصدمات في المناهج ودعم القضاء وترسيخ ثقافة القانون في التعليم".
وتابع: "إذا خسرنا التربية ضاع منّا الوطن، لذلك نقف مع مبادرة المدارس الكاثوليكية في دعوتها الى ان يكون السادس من أيار يومًا تضامنيًّا مع ضحايا ومتضرّري الانفجار. كما يجب أن تتحوّل الذكرى الى مصدر للقيم وأخذ العبر".
وشدد الحلبي على أنّ "هذه الماساة يجب أن تبقى في إطارها الإنساني والوطني وألّا تقع في فخ السياسة، كي لا تصبح فئويّة وتقسم الشعب اللبناني".