الأخبار ـ آمال خليل
لا تزال النجارية (قضاء صيدا) تحت صدمة الغارات الثلاث التي نفذها العدو الإسرائيلي صباح أمس. ابن البلدة حسين مهدي وخادم مسجدها ووكيل الوقف كان أول الشهداء بصاروخ من مسيّرة استهدف سيارته على طريق البلدة. ثم قضى الشقيقان هاني سليمان (14 عامًا) وأسامة سليمان (10 سنوات) في غارة معادية استهدفت معمل أحجار يملكه مهدي بجوار مبنى الحسينية. عصر أمس، ووري الطفلان في الثرى بجبانة النجارية بناء على طلب أهالي البلدة. وعصر اليوم، تكتمل مراسم الشهادة بتشييع مهدي.
في ساحة واحدة، التأم أهالي النجارية في مجلس عزاء واحد للشهداء الثلاثة. منذ نزوحهم من سوريا قبل عشر سنوات، أقامت عائلة سليمان لدى آل مهدي. بحسب أم عبد الله سليمان، جدة الشهيدين، فإن الشهيد حسين قدم جزءاً من منزله لهم. ثم قدم غرفة ضمن المعمل لأم عبد الله حيث أقامت لاحقاً مع حفيدها هاني بعد انفصال والديه. وبحسب محمود مهدي، شقيق الشهيد، فإنّ «هاني وشقيقه أسامة ولدا وعاشا في كنفنا. كنا نعاملهما مع شقيقهما الآخرين كما نعامل أولادنا. لذلك، كان من الطبيعي بأن نتقبل العزاء بهما في مجلس واحد مع شهيدنا».
في غرفة النساء، تحلقت النسوة حول الهواتف الخلوية، يتحسّرن على صور الشهيدين. جدة هاني ووالدة أسامة انتحبتا على الطفلين المتفوّقين في مدرسة النجارية الرسمية. «كان هاني متفوقاً ويرغب في أن يصبح مهندساً وأحياناً طبيباً. جاهد في حياته برغم سنواته القليلة. عمل في البناء بالتزامن مع دراسته»، قالت أم عبدالله. في الليلة التي سبقت الغارة، حضر أسامة إلى منزل جدته لينام مع شقيقه الأكبر. في صباح اليوم التالي، ذهبت أم عبدالله إلى عملها وتركتهما نائمين لكيلا تزعجهما. «استشهدا غافيين تحت ركام المعمل».