أثبت الطرابلسيون التمسك بعروبتهم ووطنيتهم رغم كلّ المتغيرات التي عصفت بلبنان، حيث لا زال الشارع الطرابلسي متمسكًا بأصالته وتاريخه العروبي الذي يؤكد يومًا بعد يوم أنه لا يمكن أن يتخلى عنهما خصوصًا في ظلّ ما يحصل اليوم من ملحمة تاريخية على امتداد ساحات المواجهة من غزّة هاشم إلى جنوب لبنان إلى اليمن العزيز بين قوى المقاومة والعدو الصهيوني والإدارة الأميركية الداعم الأول والأساسي له.
طرابلس التي لم ولن تتخلى عن الشعب الفلسطيني وقضيته، هبّت بالأمس بقواها الحيّة رافضةً لدخول الأميركي إليها تحت ذريعة إقامة ندوة في نقابة المهندسين في طرابلس لتقديم المساعدات لمدارس شمالية من وكالة التنمية الأميركية. هذا الأمر رفضه الجمهور الطرابلسي بكافة أطيافه، نتيجة تحميله الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم التي ينفذها العدوّ الصهيوني في غزّة.
ما حصل أمام نقابة المحامين في طرابلس كان رسالة للأميركيين ومن يتعاون معهم بأن ما يجري في غزّة وجنوب لبنان ليس حدثًا عابرًا، بل هو صراع بين الحق والباطل وبين قوى مقاومة حرّة وشريفة تدافع عن الأرض والمقدسات، وبين المحتل الإرهابي الذي يستهدف بسلاحه الأميركي الحجر والبشر لتنفيذ مشروعه الإجرامي في أوطاننا.
أمام هذا الواقع الذي عاشته طرابلس التي هبت نصرةً لغزّة العزة وجنوبنا الصامد، وصلت الرسالة للأميركيين بأن دعمهم للعدو الصهيوني لا يمكن أن يمر مرور الكرام، لأن الشمال لم ولن يكون خنجرًا في ظهر القضية الفلسطينية، بل سيبقى حاضنًا للشعب الفلسطيني وقضيته المحقة وقوى المقاومة حتّى الرمق الأخير.
من ناحية أخرى، شهدت عاصمة الشمال لقاءً حاشدًا أقيم في قصر نوفل في ساحة التل وسط مدينة طرابلس، إحياءً لعيد المقاومة والتحرير وتضامنًا مع غزّة وجنوب لبنان بمواجهة العدوّ الصهيوني، وحضر اللقاء شخصيات سياسية وحزبية وفصائل فلسطينية، وأكدت الكلمات على التمسك بالمقاومة كخيار وحيد لمواجهة العدو.
وألقى مسؤول قطاع الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد كلمةً خلال اللقاء شكر فيها أبناء الشمال الوطنيين الذين لم يبخلوا يومًا في وقوفهم مع القضايا المحقة لأمتنا، وعلى تنظيمهم اللقاءات اليومية نصرةً لغزّة والجنوب وخصوصًا هذا اللقاء المميز بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وشكر للشماليين وقوفهم الدائم مع المقاومة منذ بداية العمل المقاوم حيث شاركت كافة مناطق الشمال بمقاومة العدوّ الصهيوني فكان منهم الأسرى والشهداء والجرحى الذين سقطت أعداد كبيرة منهم في جنوب لبنان خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، ومنهم من دخل إلى عمق فلسطين المحتلة ليؤكد على وحدة المسار والمصير بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في المعركة مع العدوّ ومشروعه في المنطقة.
بدوره أثنى المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية - حماس في الشمال أحمد الأسدي على النشاطات والفعاليات الدائمة التي تقام في مدينة طرابلس تأييدًا لخيار المقاومة والكفاح المسلح، لأن هذه المناطق أثبتت تاريخيًا أنها لا يمكن إلا أن تكون سندًا لفلسطين ولقضيتها، موجهًا التحية للمقاومة في لبنان التي تساند غزّة بتضحياتها العظيمة التي يقدرها عاليًا الشعب الفلسطيني في ظلّ تخلي العديد من الدول العربية والإسلامية عن وقوفها مع الشعب الفلسطيني.
وأكد منفذ عام طرابلس في الحزب السوري القوميّ الاجتماعي كلود عطية أن طرابلس هي في قلب المعركة مع العدو، ولن تتخلى عن دورها الوطني في مساندة قوى المقاومة في غزّة وجنوب لبنان.
واعتبر جمال سكاف رئيس لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف أن عيد المقاومة والتحرير هو عيد لكل اللبنانيين ومن الواجب علينا أن نحييه سنويًا تأكيدًا على تمسكنا بخيار المقاومة كخيار وحيد لمواجهة العدو، وكنوع من الوفاء للمقاومة الإسلامية في لبنان التي حررت الجنوب بتضحيات رجالها ودماء جرحاها وشهدائها الأبرار الذين نعيش اليوم بفضلهم بعزٍ وكرامة، ومن هذا المنطلق رفضنا دخول الأميركيين إلى مدينة طرابلس تأكيدًا منا على ابقاء مناطقنا حاضنة أساسية للقضية الفلسطينية وللمقاومة الباسلة.