العهد ـ محمد عيد
أكد وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فيّاض أن حرصه على ترؤس أعمال اللجنة المشتركة السورية - اللبنانية في قطاع المياه مع نظيره السوري حسين مخلوف وبحضور الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري الخوري كان ضرورة بالنسبة له.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري من مبنى وزارة الموارد المائية السورية في دمشق أشار الوزير فيّاض إلى "توقف الاتفاقيات والنقاشات مع الجانب السوري بشأن قضايا المياه لمدة ثلاثة عشر عامًا بسبب الحرب والأزمات في لبنان"، محملًا الجانب الرسمي اللبناني جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن ذلك، وقال: "مع الأسف، أنا أحاول أن أسد الثغرات على مستوى عمل الحكومة اللبنانية لأنه يعرف الجميع في لبنان وخارجه وسورية أنه لا يوجد حل في لبنان علىالصعيد الاقتصادي والاجتماعي لأزمة النزوح إلا بالعلاقة الوثيقة مع الحكومة والدولة والشعب السوري، وبالتالي فإني أحاول الإستفادة من أية مناسبة من أجل إعادة بناء هذه الجسور التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية والعائلية وهذا النسيج الذي لا يمكن أن نخرج منه".
وأضاف وزير الطاقة والمياه في حديثه لموقعنا فـ"بالتالي فإنني تلقفت المناسبة حين دعانا معالي الوزير من أجل اجتماع للجنة المشتركة لموضوع المياه المشتركة ففهمنا أنه يوجد من خلال هذه الدعوة نوع من التكريم للدور الذي نلعبه ببناء العلاقات إن كان في قطاع المياه أو الطاقة، حيث سيكون هناك لقاء مع وزير الكهرباء السوري أو بقطاع النفط حيث سيكون كذلك لقاء مع وزير النفط السوري، ونحن نتعامل في هذه اللقاءات بهذه الروحية وستكون هناك ضرورة وحتميّة العلاقة الرسمية بين الدولتين اللبنانية والسورية لحل المشاكل والمصائب التي ابتلينا بها، ومنها أزمة النزوح التي يتحدث عنها الجميع اليوم في لبنان، باعتبار أنها مشكلة كبيرة جدًّا".
وقال: "من دمشق أناشد الجميع في لبنان من أجل التحرك الجدي وتحفيز اللقاءات واللجان لمتابعة هذا الموضوع بشكل رسمي في الدولة اللبنانية مع الدولة السورية وايجاد الحلول على مراحل".
وزير الموارد المائية السوري: للاستثمار في الموارد المائية المشتركة
وفي رده على سؤال موقع "العهد" الإخباري حول نتائج مباحثات اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة في قطاع المياه، أكد وزير الموارد المائية السوري حسين مخلوف أن
"العلاقة المائية بين سورية ولبنان نموذجية وتحكمها اتفاقيات مهمّة جدًّا بما يخص استثمار مياه نهر العاصي ونهر الكبير الجنوبي كما أن هناك لجانًا فنية تجتمع بشكل دوري حيث تم في الاجتماع الأخير للجنة العليا تأكيد وتكريس وتثبيت انطلاق التواصل الدائم بين اللجان الفنية المشتركة بما فيها مصلحة المزارعين والمستفيدين في حوضي نهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي".
وأشار إلى أن "ما يهم الطرفين هو الوصول إلى أحسن صيغة لاستثمار هذه الموارد المائية في ظلّ التغيرات المناخية حيث تبرز الحاجة إلى عملنا المشترك على هذه الصيغ ومنها سد (إدلين) على النهر الجنوبي، وتنظيم مجرى النهر وتعزيله وتحاشي الفيضانات التي حصلت في هذا الموسم في سهل عكار المشترك من أجل وضع الحلول الفنية والتعاون على درء المخاطر المتعلّقة بالتلوث حيث هنالك برنامج للتخفيف من تلوث هذه المصادر المائية وهناك إجراءات مطلوبة ومعوّل عليها من كلا الجانبين السوري واللبناني من أجل حسن تدبير إدارة واستثمار "مواردنا المائية" بشكل أفضل سواء في نهر العاصي أو في النهر الكبير الجنوبي".
وأعرب وزير الموارد المائية السوري عن تفاؤله الكبير بنجاح عمل هذه اللجنة المشتركة السورية - اللبنانية وخلوصها إلى نتائج مميزة ترضي الطرفين في هذا القطاع الحيوي الهام.