الأخبار ـ فاتن الحاج
جديد ملف توفيق كرم، مدير وحدة المعلوماتية في وزارة التربية من خارج ملاكها والمنتهي عقده منذ 8 أشهر، أن الرجل باقٍ بناءً على رغبة وزير التربية عباس الحلبي، وأن الأخير سيرسل، قريباً، كتاباً إلى منظمة اليونيسف يطلب فيه التجديد لـ«الإمبراطور» لسنة واحدة إضافية في موقعه، على أن يعاونه في عمله أستاذ تكنولوجيا التربية في جامعة البلمند، ريان حلاوي، الذي اختارت المنظمة التعاقد معه، نتيجة إعلان رسمي، بعد انتهاء عقد كرم ولم يتسلّم منصبه حتى الآن.
ويعلّل الكتاب الطلب بأن الوزارة أعلنت عن حاجتها إلى مدير جديد ولم يتقدم أحد للوظيفة. وعلمت «الأخبار» أن الحلبي أبلغ كرم برغبته وموقفه المساند له بحضور حلاوي، وأن الأخير لن يتسلّم عمله ما لم يبق كرم مديراً للوحدة، علماً أن مصادر مطّلعة تؤكد أن الوزير يتأثّر بأحد مستشاريه الذي يضغط في هذا الاتجاه لمصالح خاصة، فهل توافق اليونيسف على الطلب؟إذا عُرف من هو توفيق كرم، وما هي أدواره في الوزارة منذ تعيينه فيها قبل 15 عاماً يبطل التعجب من هذا الإصرار على التمسك به. فهو «كاتم أسرار» الوزارة وأشبه بحجر الدومينو الذي إذا تساقط تساقطت معه كل أحجارها. وهو، ببساطة، «مربّط مع جميع الموظفين المدعومين من كل القوى السياسية»، ويتحكّم بالداتا الحساسة لكل المديريات والوحدات والأقسام ولا سيما لوائح الطلاب والرسوب والنجاح في الامتحانات المدرسية والرسمية وبرنامج التعليم الشامل والعلاقة مع الجهات المانحة، إضافة إلى جداول الحضور والساعات التعليمية المنفذة التي ترسل عبر برنامج SIMS، والتي يجري التلاعب بها وشطبها لتبرير عدم حضور الموظف واتخاد قرارات بحقه.
كما أنها ليست مصادفة أن ترسو كل مناقصات المعلوماتية التي كانت تجريها الوزارة عبر المنظمات الدولية على شركة واحدة هي «TECHNOMANIA»، بل إنّ وجود كرم على رأس هذه الوحدة هو الذي كان يسهّل ذلك. ولم يخضع كرم للمحاسبة عندما قرر تعديل نتائج امتحانات الدورة الثانية للعام 2019 بحجة «خطأ تقني غير مقصود» في نقل علامات مادة الفلسفة. يومها، نجح 165 طالباً لدقائق ثم رسبوا، ما جعل الأهالي يشككون بكل النتيجة. ومع أن كرم قدم استقالته في ذلك الحين، إلا أنه بقي في موقعه أقوى مما كان، واقتصر التحقيق معه في أحد الملفات في مكتب المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم على تناول القهوة.
يقبض كرم على وحدة المعلوماتية، وفي يده التعاقد مع من يريد، ومن بينهم زوجته، وزوجة شقيق زوجته رنا، ابنة عم الرئيسة السابقة لدائرة الامتحانات الرسمية وأمينة السر السابقة للجنة المعادلات ما قبل التعليم الجامعي، أمل شعبان. أما الموظف في لجنة المعادلات، ص. ر. (منع القاضي أسعد بيرم أخيراً عنه المحاكمة في ملف شهادات الطلاب العراقيين، ويبصم بيده اليمنى لتأكيد حضوره، وبيده اليسرى لتأكيد حضور زوجته التي لا تداوم بغطاء من كرم الذي يبرمج البصمات)، فلا تربطه بالإمبراطور علاقة وظيفية فقط، بل يعمل أيضاً سمسار عقارات وقد ساهم في تأجير شقة سكنية يملكها كرم إلى زوج إحدى الموقوفات في ملف الطلاب العراقيين.