الأخبار ـ فاتن الحاج
27 في المئة من مرشحي الثانوية العامة في المدارس الخاصة جاهزون لخوض الامتحانات الرسمية المقررة نهاية هذا الشهر، مقابل 17 في المئة فقط في المدارس الرسمية، وفقاً لنتائج استطلاع أجراه الباحثان في مركز الدراسات اللبنانية مهى شعيب ومحمد حمود. وأوضح الاستطلاع أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى نزوح 36 في المئة من طلاب الشهادة الثانوية من مناطقهم، وأثر على العملية التعليمية لـ 60 في المئة من الطلاب إما جزئياً أو كلياً، إذ ذكر 38 في المئة منهم أن مدارسهم أُغلقت لفترات مؤقتة قبل أن تستأنف الدراسة، بينما أفاد 30 في المئة من المستطلعين أن مدارسهم أغلقت بصورة كاملة ولجأوا إلى التعليم من بعد. في المقابل، انقطع 6 في المئة عن الدراسة بصورة تامة، ولم يحصلوا على أي فرصة تعليمية أخرى.
ومن ضمن مرصد التعليم الذي أطلقه مركز الدراسات، أجري استبيان لاستطلاع مدى جاهزية طلاب الشهادة الثانوية للامتحانات الرسمية، شمل عينة من 406 من طلاب الثانوية العامة موزعين على المحافظات الثماني. وبحسب 73 في المئة من الطلاب المشاركين في الدراسة، فإن غياب الجاهزية يعود إلى تراكم الفاقد التعليمي، كما قد يعود إلى عوامل أخرى مثل التدهور المستمر في جودة التعليم في المدارس الخاصة والرسمية على السواء. وذكر 39 في المئة من طلاب الشهادة الثانوية أن جودة التعليم في مدارسهم كانت جيدة هذا العام، مقارنة بـ 40 في المئة وفقاً لدراسة مشابهة أجراها المركز العام الماضي. وأفاد 52 في المئة من طلاب الشهادة الثانوية في المدارس الخاصة أن جودة التعليم كانت جيدة مقارنة بـ 68 في المئة العام الماضي، ما يشير إلى أن جودة التعليم في المدارس الخاصة تتدهور بوتيرة أسرع مقارنة مع المدارس الرسمية.
وكان التراجع في نوعية التعليم والفجوة المستمرة بين المدارس الخاصة والرسمية واضحين في نسب الطلاب الذين أبلغوا عن أداء أكاديمي جيد، فقد أشار 45 في المئة فقط من طلاب الشهادة الثانوية في المدارس الخاصة إلى أن أداءهم الأكاديمي كان جيداً، مقارنة بـ35 في المئة في المدارس الرسمية.
نسبة طلاب الشهادة الثانوية الذين يعتقدون أن المعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال السنوات الثلاث الماضية تمكنهم من إكمال مسيرتهم التعليمية تراجعت أيضاً من 21 في المئة العام الماضي، إلى 19 في المئة، ما يدل، بحسب حمود، على تراجع فعالية النظام التعليمي الحالي في إعداد الطلاب للمراحل التعليمية المقبلة.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الأزمات المتراكمة أثرت في صورة كبيرة على الحالة النفسية للطلاب، إذ أفاد 44 في المئة منهم بأن حالتهم النفسية سيئة، ما يستدعي، وفقاً لحمود، «ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم وتلبية احتياجاتهم التعليمية». ولفت إلى أن «طلاب الجنوب والبقاع يحتاجون إلى معاملة خاصة في الامتحانات الرسمية، والتحدي أمام صنّاع القرار هو أن يضمنوا حقوق جميع الطلاب في التقدم للاستحقاق، شرط ألّا يكون ذلك على حساب الطلاب الجنوبيين». وأشار إلى أن «معالجة الفاقد التعليمي غير مرتبطة بالامتحانات الرسمية فحسب، إنما الفجوة حاضرة في كل المراحل التعليمية»، وبناء عليه «يجب وضع خطة وطنية في هذا الصدد وأن تنشر وزارة التربية بوضوح وشفافية «داتا» عن نتائج المدرسة الصيفية التي لا نعرف شيئاً عن إجراءاتها ومدى فعاليتها في معالجة الفاقد التعليمي».