اكتشف علماء الأعصاب علاقة بين السمنة وشيخوخة الدماغ، حيث تبين أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة يعانون من التدهور المعرفي بسرعة أكبر ويصابون بالخرف في وقت مبكر.
وتشير مجلة Health Data Science، إلى أنه وفقا للباحثين كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، قل حجم الدماغ.
وقد تابع الأطباء لمدة 16 عاما حالة 1074 متطوعا من سكان مقاطعة خبي في الصين، تتراوح أعمارهم بين 25 و83 عاما (متوسط العمر 55 عاما). خضع جميعهم خلال أعوام 2006 -2022، لفحوصات منتظمة للدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. وكان العلماء يدرسون خلال هذه السنوات كيفية تغير البنية المجهرية للدماغ.
وقد ركز الأطباء اهتمامهم على العلاقة بين تغير مؤشر كتلة الجسم وبنية الدماغ والحالة الصحة العامة للمشتركين. واتضح لهم أن "ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يرتبط بحجم دماغ أصغر، وتلف أكبر في المادة البيضاء، وبنية مجهرية غير طبيعية لمسقط الألياف". ووفقا للباحثين لمنع شيخوخة الدماغ المبكرة، يجب أن يبقى الجسم في حالة جيدة وتوصيتهم الرئيسية "لتحسين صحة الدماغ، يجب على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم أقل من 26.2 كلغم / متر مربع".
كيف تؤثر السمنة على الدماغ؟
توضح الدكتورة إلفيرا فيسينكو، أستاذ مشارك في قسم العلاج وطب الشيخوخة وطب مكافحة الشيخوخة في أكاديمية التعليم العالي في حديث لـ aif .ru لماذا يمكن أن تؤثر السمنة على الدماغ.
ووفقًا لها، هناك ثلاثة أسباب:
1 - انخفاض النشاط البدني، يؤدي بالنتيجة إلى انخفاض تأثير الاكسركينات، التي هي مجموعة من الجزيئات التي يتم إنتاجها في جدار الأوعية الدموية عن طريق الخلايا الظهارية، في الرئتين، في الكبد، وفي الأنسجة الدهنية وتساهم في التأثيرات الإيجابية للنشاط البدني.
2 - تدهور ميكروبيوم الأمعاء. ترتبط حالة بكتيريا الأمعاء بحالة الدماغ.
3 - الالتهابات في الجسم. تؤثر الالتهابات الناتجة عن السمنة على بنى الدماغ مثل الحصين والقشرة الدماغية وجذع الدماغ واللوزة الدماغية.
ويؤدي الالتهاب المحيطي الذي يلاحظ في السمنة إلى مقاومة الأنسولين. وقد يكون التهاب الأعصاب السبب الأكثر أهمية للخلل المعرفي وبالتالي قد يؤدي إلى آلية مرضية مركزية مرتبطة بالشيخوخة.