نذروا أنفسهم لمواجهة وباء كورونا، فكانوا منذ اليوم الأول جنوداً مضحين متطوعين لخدمة أهل منطقتهم، فأقاموا حاجزاً صحياً على مدخل الهرمل الجنوبي، يتخذ بعض الإجراءات الوقائية للوافدين إلى القضاء.
وبعد تخفيض الحكومة لإجراءات التعبئة العامة، تم تقدير الموقف بأن يتم تعليق العمل بالحاجز، باستثناء يومي العطلة الأسبوعية، وفي حال الضرورة.
وتقديراً لعطاءاتهم أقيم لهم حفل تكريمي، في مدينة الألعاب المجاورة للحاجز، حضره عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة، رئيس إتحاد بلديات الهرمل نصري الهق، رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر وأعضاء المجلس البلدي، رابطة مخاتير قضاء الهرمل، فعاليات حزبية صحية واجتماعية.
حمادة توجه إلى المتطوعين من أحزاب ومؤسسات وجمعيات وافراداً إضافة إلى البلديات بكافة أجهزتها والقوى الأمنية بالشكر الجزيل باسم كل أهل الهرمل على كل هذا الأداء والأخلاقية العالية والحب الطافح الذي كان يتجلى في ايديكم وأعينكم مع كل ما تعرضتم له، سواء في الموضوع الصحي أو من الشمس أو من بعض الامور التي جرت معكم،
مؤكداً أن الشكر والتعبير عن الإمتنان لا يكفي، لأنكم حميتم كل اهلكم ليكملوا حياتهم ومستقبلهم، ولتعلموا أن كل فرد في الهرمل يعيش خال من المرض، فإن لكم فضل في عمره.
وشدد حمادة على أن رفع الحاجز لا يعني الانتهاء من الإجراءات والمنظومة الصحية الكاملة، فما زلنا نعمل وسيعود الحاجز بشكل دوري وفي حالات الضرورة بناء على تطور الواقع الذي له علاقة بالأزمة الصحية التي يمر بها لبنان والتي نأمل أن نتجاوزها بخير وسلامة.
حمادة أشار إلى أن الحالات التي خضعت للحجر المنزلي في القضاء بلغت 144 ، وأن 128 أنهت الحجر، وبقي 16 حالة في الحجر المنزلي تتابع بشكل يومي من فرق متطوعة ومتخصصة، مضيفاً أن اجمالي فحوصات pcr بلغ 282 فحصاً أتت جميعها سلبية.
وختم حمادة بأن الإيجابية الوحيدة هي صفر إصابة في الهرمل، وهذا انجاز يسجل لكم أيها الشباب، فلقد حفظتم اهلكم، كما حفظ اخوانكم من المقاومين والشهداء لبنان وحدوده وحياة اللبنانيين جميعاً.
محمد الساحلي ألقى كلمة المتطوعين، فتوجه بالشكر والثناء لكل من شارك في هذا الإجراء من اتحاد بلديات الهرمل وبلدية الهرمل، والصليب الأحمر اللبناني والهيئة الصحية الإسلامية، والجيش اللبناني ومستشفى البتول (ع) والحزب القومي الاجتماعي والجمعيات، وقطاع الهرمل في حزب الله الذي احتضننا ودعمنا منذ اليوم الأول.
وهنأ الساحلي رفاقه المتطوعين، وقال: "ليس لدي كلام يصفكم، أهنئكم على الاصرار والروح والمثابرة والزخم وحب الوطن، فقد كنتم جنوداً حقيقين في معركة الكورونا وكنتم مثالاً يحتذى به".
بعد ذلك توجه الحضور إلى الحاجز الذي بقي يعمل حتى انتهاء حفل التكريم، وقدموا باقات من الورد للمتطوعين، شاكرين لهم جهودهم وتضحياتهم.