كشف فيروس كورونا بعض الثغرات والعيوب في الأنظمة الصحية الأوروبية، والتي يعرف عنها بأنها من بين الأفضل على مستوى العالم، حيث أظهرت مستشفياتها أنها غير مجهزة بما يكفي للتعامل مع الوباء القاتل.
الخبراء الطبيون يعتقدون أن عدم جاهزية المراكز الصحية ونفض الخبرة في التعامل مع كوارث صحية هي من بين الأسباب التي حفزت استشراء الوباء في القارة العجوز.
ويقول بريس دولافين مشرف على برامج "كوفيد19" ضمن منظمة مراسلون بدون حدود أنه "حين تكون مصابا بداء السرطان فإنك تفضل أن تعالج داخل مستشفى أوروبي، لكن أوروبا لم تشهد وباء تفشى داخلها منذ أكثر من قرن، ولا يعرف المسؤولون ما الذي سيخططون له لاحقاً".
يعتقد الدكتور دولوفين، أن أوروبا تقاعست في التعامل مع تبعات عدوى الفيروس في البداية، ولم تتوخ اتباع الطرق الصحيحة المتعلقة بتعقب سلسلة انتشار الوباء ما بين الأفراد.
خيبة أمل منظمة الصحة
بدورها، انتقدت منظمة الصحة العالمية بعض الدول الأوروبية متهمة إياها بأنها ضيعت فرصة سانحة لمنع الفيروس من الانتشار، مضيفة أن تلك الدول كان لها أن تتفاعل بشكل أكثر حزماً قبل شهرين من خلال إجراء اختبارات وفحوصات على نطاق أوسع.
النموذج الإيطالي
في إيطاليا ،اعتمدت السلطات الصحية على المرضى للإبلاغ عن الأشخاص الذين تواصلوا معهم، ولم يقوموا بتعقب الحالات المحتملة شخصياً بل لجأوا إلى الاتصال بهم عبر مكالمات هاتفية يومية للتحقق منهم.
كما رفضت كل من إسبانيا وبريطانيا تحديد عدد العاملين الصحيين الذين كانوا يعملون على تتبع الحالات التي يشتبه في أنها حاملة للفيروس وكانت على اتصال مع الحالات التي تأكدت إصابتها حقا أو كما أحجمتا على الإبلاغ عن عدد الحالات المرتبطة بها تم تحديدها في أي مرحلة من مراحلاستشراء الفيروس.
التجربة البريطانية
من جهته، قال أستاذ بكلية الطب في جامعة إكستر البريطانية بهارات بانخانيا أن "المملكة المتحدة تتبع سلسلة الحالات المشتبه بها والمرتبطة بأشخاص حاملة للفيروس فعلا ، لكن المشكلة أنها لم تفعل ما يكفي في هذا الإجراء".
وأضاف "عندما بدأت حالات الإصابة تتزايد بسرعة في أوائل آذار/ مارس الحالي، طالبا مجموعة من الأخصائيين بضرورة تحويل مراكز الاتصال التليفونية إلى مراكز تعنى بالتعقب لكن ذلك لم يحدث للأسف".
وتابع "في حين تتمتع بريطانيا بخبرة كبيرة في علاج مرضى الرعاية الفائقة والذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي الحاد ، لكن هناك في المقابل عدد قليل جدًا من أسرة المستشفيات بسبب الزيادة الكبيرة في عدد المرضى أثناء الوباء".

