(موقع القدس العربي)
عباس الطرابيلي في «الوفد» يقول: «تسبب كورونا.. والانكماش الاقتصادي المتوقع حولنا، وبالذات في الدول العربية الشقيقة التي يعمل فيها ملايين المصريين في السعودية، وكل دول الخليج، وأيضا في العراق والأردن.. الذي قد يعود إليه الآلاف من مواطنيه من دول الخليج.. وأيضا بسبب تزايد الإرهاب فى ليبيا.. نتوقع عودة النسبة الأكبر من هذه العمالة المصرية وقد يصل عددها فى الخارج إلى خمسة ملايين.. ماذا ستفعل الدولة المصرية لتواجه عودة كل هؤلاء إلى الوطن، وما يمثله ذلك من عمالة متقدمة تعودت على نمط طيب من الحياة؟ ماذا يفعل كل هؤلاء فس المدارس والشوارع والمستشفيات، وكل المرافق والخدمات.. وهم بالملايين. لا أحد ينكر أن كورونا وما تبعه من ضرب أسعار البترول وبالتالي انخفاض عائدات الدول المضيفة للعمالة المصرية، سيدفع هذه الدول إلى خفض برامجها التنموية، ما يدفعها إلى إبطاء تنفيذ كثير من مستودعاتها «إلى حين ميسرة» لأن أولاد البلد- هناك- هم الأولى برعاية دولهم الخليجية. ونتذكر هنا أن سبب وجود جالية مصرية كبيرة – في الأردن مثلا- لأن نسبة كبيرة من أبناء الأردن، أو من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأردنية سوف يعودون من الخليج وبالتالي ليس أمام العمالة المصرية- الأرخص نوعا ما- إلا أن تعود إلى مصر هي أيضا. كل ذلك سوف يمثل ضغطا- عدديا ونفسيا وماليا- على الدولة المصرية، التي لا تستطيع رفض عودة أولادها إليها.. وهؤلاء وهم بالملايين سيحتاجون للطعام، وتزيد بذلك أرقام استيراد القمح وزيت الطعام والشاي، وربما السجائر أيضا.. وبذلك يزداد عجز الميزان التجاري المصري.. بل سيؤدي أيضا إلى زيادة كثافة التلاميذ في الفصول وإلى الضغط على وسائل المواصلات وكل أنواع الخدمات.. وربما لن يجد هؤلاء عملا مناسبا يطلبه العائدون، وبالتالي ترتفع من جديد أعداد العاطلين. ذلك كله وغيره هل تتحمل الدولة المصرية تكاليفه الباهظة، أم يتحول كل هؤلاء إلى وسائل ضغط على الحكومة، خصوصا أن معظم هؤلاء العائدين – عندما يعودون- تعودوا على نمط معين من الحياة، وعلى سلع عديدة، لأنهم عاشوا في بلاد تنعم بالوفرة السلعية. تلك قضية خطيرة أخرى من المؤكد أن الدولة المصرية تفكر فيها.. ولكن هل اتخذت إجراءات معينة للتخفيف منها عندما تعود كل هذه الملايين إلى أرض الوطن؟».
للمحظوظين فقط
اهتم محمد أمين في «المصري اليوم» بأزمة أسعار الكمامات: «قررت الدولة تطبيق ارتداء الكمامة على جموع الشعب، لمحاصرة فيروس كورونا.. وألزمت المخالفين بدفع غرامات باهظة للردع، ولكنها لم توفر الكمامة لمن يريد استخدامها.. ولو جربت أن تذهب إلى أي صيدلية لشراء الكمامة لن تجدها، سواء لأنه يخشى بيعها بسعر مخالف، أو لأنه يدخرها لأصحاب الحظوظ والمعارف. ومازال أثرياء الأزمات يعيشون أحلى أيام حياتهم، ويحققون الثروات الطائلة! الصديق الدكتور أسامة عبدالمنعم لخص أسباب الأزمة في عدة نقاط منها.. أن العديد من مصانع بير السلم تلجأ لشراء الخامات بأسعار مبالغ فيها، وفي الوقت نفسه لا تخضع للرقابة والتفتيش، وتنتج كمامات غير مطابقة للمواصفات، ما يشكل خطورة على الصحة العامة للمواطنين، وهي أربعة أو خمسة مصانع.. وقد قامت هذه المصانع برفع سعر الخامات بأضعاف مضاعفة، بدون رقيب أو حسيب.. ولك أن تعرف أن سعر الطن قبل رمضان كان 50 ألف جنيه وصل الآن إلى 350 ألف جنيه، أي بزيادة سبع مرات عن سعره الحقيقي! السؤال: من يمكنه أن يتدخل لوقف هذه المهزلة وضرب التجار الجشعين لضبط السوق؟ هل نترك المجال للكسب الحرام بأعلي من مكاسب تجار المخدرات؟ أين جهاز التفتيش على الصيدليات التي تبيع منتجات غير قياسية؟ ولماذا لا تبيع مصانع الخامات للمصانع المرخصة بمقتضي الرخصة وأوراق المصنع؟ من يضرب عملية الاحتكار التي تتم عبر التجار الجشعين الذين يخزنون البضاعة وبيعها بأسعار فلكية؟ نريد التدخل الحاسم لحماية المواطنين من فيروس الجشع قبل فيروس كورونا اللعين».
تعافى بدم محمد
رصد رجب آدم في» الوطن» واقعة من محافظة قنا تؤكد على عمق الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين: «في وقت الأزمات يظهر معدن الشعب المصري، الذي لا يفرق أبدا بين مسلم ومسيحي، فالكل سواسية في وطن واحد، يجميع الكل فوق أرضه برباط المحبة والإخوة. وهذا هو محمد عبد الفتاح أحد المتعافين من فيروس كورونا، يتبرع ببلازما الدم إلى القمص بيشوي ناروز، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم، المصاب بالفيروس اللعين، ليتعافى من الوباء بفضل إنسانية ومحبة شقيقه في الوطن محمد. ويقول القمص أمونيوس فارس حبشي كاهن كنيسة العذراء ووكيل إيبارشية قنا، إن «القمص بيشوي ناروز، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم، الذي أصيب بكورونا الشهر قبل الماضي، تعافى من الفيروس عن طريق العلاج ببلازما الدم»، موجها الشكر لشخص مسلم اسمه محمد عبدالفتاح، من محافظة أسوان، تبرع ببلازما الدم إلى القمص بشوي، الأمر الذي كان سببا في شفائه. كان مستشفي أسوان التخصصي بالصداقة، أعلن تعافي أول مصاب بفيروس كورونا عن طريق بلازما الدم، بعد تجربة هي الأولى في جميع المحافظات. وذكر مستشفى أسوان التخصصي، أنه استقبل القمص بيشوي يوم 28/4/2020 وهو من محافظة قنا، وكانت حالته الصحية متأخرة. وأضاف المستشفى، أنه على الفور تواصل مع أحد المتعافين من فيروس كورونا وهو محمد عبد الفتاح، بعد مرور 14 يوما على شفائه كشرط للتبرع بالدم، ليستجيب على الفور ويتبرع ببلازما الدم للمصاب».