(جريدة القبس الكويتية)
أكثر من 9 ملايين مصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حول العالم، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل زيادة يومية قياسية.
لم يحتل نبأ وصول عدد المصابين إلى 9 ملايين مساحة من التغطية الإخبارية، في مؤشر على أن الحكومات قد حسمت أمرها حول ان تكلفة التعايش مع الوباء أقل كثيراً من تكلفة محاولة القضاء عليه نهائياً، فتواصل رفع إجراءات الإغلاق وعودة الحياة لطبيعتها. وقالت وكالة بلومبرغ ان هذا التوجه من جانب أغلب دول العالم هو تحول واضح عما كان عليه الحال الأسبوع الماضي فقط – عند الوصول للمليون الثامن، حيث كانت هناك تحذيرات من مخاطر الاضطرار للإغلاق مرة أخرى غير أن التفكير في الإغلاق مجدداً لم يعد وارداً بسبب تكلفته غير المحتملة على الاقتصاد. كما ان الوسيلة الوحيدة لاحتواء الوباء هي التباعد الاجتماعي وتتبع المخالطين، لحين التوصل للقاح وتوفيره للبشر حول العالم. واصبح هم الحكومات حالياً تحصين اقتصاداتها من الركود غير المسبوق. ويقدِّر تحليلٌ من شركة ماكينزي وشركاه للاستشارات الإدارية العالمية أن عجز الحكومات عبر العالم قد يصل إلى 11 تريليون دولار هذا العام، وإلى إجمالي تراكمي يبلغ 30 تريليون بحلول العام 2023. والسؤال الاعمق بحسب بلومبيرغ هو كيف ستموِّل الحكومات النمو المستقبلي دون تعريض الاستدامة المالية للخطر؟.
التسييس فاقم الخطر
المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس إن التسييس فاقم الجائحة العالمية. وفي منتدى صحي افتراضي في إطار القمة العالمية للحكومات التي تنظمها دبي، حذّر غبريسوس من أنّ كورونا لا يزال يتسارع حول العالم، متوقعا أن تدوم آثاره الاقتصادية والاجتماعية لعقود.
في وقت عقد الاتحاد الأوروبي والصين قمة عبر الفيديو في محاولة لحل عدة خلافات بينهم.
وبات العديد من العلماء يتفقون على أنه حتى الساعة الوقت ليس مناسبا للاحتفال بالانتصار على الوباء، إلا أن ما يتفقون عليه أكثر هو أن وصف ما يحدث بـ «الموجة الثانية» مصطلح خاطئ. ويوضح الدكتور أرنولد مونتو، خبير الإنفلونزا بجامعة ميشيغان، أن مواسم الإنفلونزا تتميز أحيانا بموجة ثانية من العدوى، وتأتي على شكل سلالات مختلفة، وهذا لا ينطبق على كورونا.
لقاح «ساينوفارما»
في مقابل ذلك، أعلن معهد ووهان للمنتجات البيولوجية التابع لشركة «ساينوفارما» الصينية نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية لأول لقاح ضد كورونا في العالم. ووفقا لموقع «تشاينا دوت أورغ»، أظهرت النتائج أن اللقاح كان آمنا ولم يسبب أي رد فعل سلبي خطير، ونجح في تحفيز الجسم لإنتاج أجسام مضادة لدى جميع المشاركين بعد تلقيهم جرعتين في غضون 28 يوما.
وقالت الشركة إن تجارب اللقاح شملت أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18-59 عاما.
وفي ما يتعلق بالنوع الجديد من فيروس كورونا والذي تم اكتشافه مؤخرا في بكين، قال يانغ شياو مينغ رئيس مجلس إدارة شركة التكنولوجيا الحيوية التابعة لـ«سينوفارما» إنه لاحظ هذا النوع الجيني الجديد، لكنه «لا يزال ضمن تغطية اللقاح الحالي ولن يؤثر على فعاليته».
مسافة التباعد
وفي اطار اجراءات فك الاغلاق الناجم عن تفشي الفيروس، يكشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء النقاب عن أحدث تخفيف لتدابير العزل العام في بريطانيا عندما يعلن أيضا انتهاء مراجعة فيما إذا يتعين تخفيف قاعدة التباعد الاجتماعي لمسافة مترين. ودعا بعض نواب البرلمان إلى إلغاء قاعدة المترين، قائلين ان لها تأثيرا مدمرا على الاقتصاد. كما أوقفت الشرطة الهولندية وسط لاهاي عشرات المحتجين على السياسة التي انتهجتها الحكومة في مواجهة الوباء، ورفع بعضهم لافتات احتجاجا على قيود التباعد بمسافة تبلغ 1.5 متر.
الحياة رجعت
وخرج الناس في السعودية مساء لأول مرة منذ نحو ثلاثة أشهر، وذلك للاحتفال بانتهاء حظر التجول، واحتفل البعض بتناول الطعام في المطاعم، وتجول آخرون على دراجات نارية، واستمتع غيرهم بالمشي مع حيواناتهم الأليفة بعد أن خفت حرارة الجو. وقال هشام محروس، وهو أحد أعضاء مجموعة لقائدي دراجات هارلي ديفيدسون الذين عادوا للتجول بدراجاتهم وسط مدينة الرياض «أول ما سمعنا بالحظر إنه خلص على طول اتصلنا بالشباب، ويا الله نطلع». وأضاف «الحياة رجعت، الحمد لله رب العالمين». وقدمت بعض المطاعم عروضا موسيقية للاحتفال بهذه المناسبة. وما زالت بعض القيود مفروضة بما في ذلك حظر التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصا.
وتم تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي والكمامات إلى حد كبير في فرنسا حين رقص الآلاف وشاركوا حتى ساعات فجر الاثنين الأولى في أول حدث كبير منذ الإغلاق هو مهرجان عيد الموسيقى السنوي حيث احتشد الآلاف في باريس.
القناع البلاستيكي
وفي وقت تعود الحياة لطبيعتها في الكثير من الدول لا يزال يتوجب على الجميع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة مثل غسل اليدين وتعقيمهما والحفاظ على التباعد، وبالتأكيد ارتداء الكمامة، لكن ارتداء قناع الوجه البلاستيكي أصبح شائعاً، وهو يغطي الوجه كاملاً على عكس الكمامة ويعتبر واحداً من معدات الحماية من الرذاذ المتطاير من جهة، ويمنع من لمس الوجه بين الحين والآخر، وفقاً لما ورد في موقع «very well» الاميركي، كما له عدة خصائص تميزه عن الأقنعة والكمامات أبرزها انه للاستخدام الطويل الأمد شرط تنظيفه بالماء والصابون.