فجأة وجد الملايين من الناس في أنحاء العالم أنفسهم، تغيرت أنماط حياتهم التي اعتادوا عليها، فقد وضع جانب كبير من سكان المعمورة أنفسهم، في حجر منزلي طوعا أو كرها في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
في ظل هذه الظروف، يبدي الأطباء النفسيون مخاوف من أن يعاني عدد كبير من الناس، من الأمراض النفسية والاكتئاب، سواء خلال أو بعد فترة الحجر المنزلي المفروض، خاصة مع تلازم البقاء في المنزل لساعات طويلة، مع ضغوط نفسية وعصبية، ناتجة عن متابعة حثيثة لحالات الموت المروع، التي تتناقلها الأخبار.
وربما تكون ظروف وملابسات الحجر المنزلي، في عدة بلدان عربية أكثر إيلاما، خاصة في ظل ضيق الوحدات السكنية، التي تعيش بها الأسر، ووجود أطفال يريدون أن يتصرفوا بحريتهم، وهو ما قد يؤدي إلى توتير الأجواء داخل الأسر.
لكن الأمر لا يخلو من الطرافة والإيجابية، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال الفترة الماضية، راجت النكات التي تتحدث عن وضع الرجال في المنزل، بعد أن أضطروا للبقاء فيه، وسط حديث عن أن جانبا كبيرا منهم، أخذ يكتشف مواهب له في أداء مهام منزلية، مثل الطبخ والاهتمام بترتيب المنزل، كما يتحدث البعض، عن كيف أصبح قريبا من عائلته وأبنائه، الذين ربما لم يكن يتابع تطورهم الدراسي في الأوقات العادية.
ورغم اعتراف المختصين بقسوة أيام الحجر المنزلي، إلا أنهم يقدمون نصائح لمن يمضون هذه الفترة، بحيث تضيف إليهم خبرات حياتية قيمة.
تتمثل النصائح بالتالي:
- ضرورة الاستيقاط في وقت مبكر صباحا، وليكن نفس الوقت الذي كنت تستعد فيه للذهاب إلى العمل، وأن تحضر جدولك اليومي، خاصة وإن كنت تعمل من المنزل، مع مراعاة أن تحصل على راحاتك المعتادة، التي كنت تحصل عليها خلال العمل، وأن تحافظ على روتين يومك المعتاد فيما عدا الخروج إلى الشارع.
- عدم المبالغة في متابعة الأخبار، لأنها قد يكون لها تاثيرها النفسي السلبي عليك، خاصة إذا كنت تعاني من الخوف المرضي، في الحالات الطبيعية، لأن الإفراط في الاستماع إلى أخبار الضحايا، وتعطل العالم قد يؤدي بك إلى حالة من الاكتئاب، مع ماقد يصاحبه من آلام عضوية أيضا.
- الحديث بصورة منتظمة عبر الهاتف، أو عبر اتصال مرئي على الإنترنت، بالأقارب والأصدقاء، في محاولة للخروج النفسي من دائرة العزلة، وهو ما قد يترك أثرا إيجابيا على النفس.