(القبس الكويتية)
في وقت يخيّم شبح تفش جديد لوباء فيروس كورونا في بعض أنحاء العالم، يدرس الاتحاد الأوروبي قائمة لرعايا الدول الذين يمكنهم دخول دول الاتحاد مع توجه لمنع دخول رعايا الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية التي تشهد تفشياً واسع النطاق للوباء.
وأعلن مصدر في الاتحاد أن الولايات المتحدة مدرجة على قائمة الدول التي سيحظر على رعاياها دخولها إلى دول التكتّل بسبب إخفاق واشنطن في السيطرة على الجائحة. ومن بين البلدان الأخرى التي سيتم إدراجها في الفئة نفسها روسيا والبرازيل وقطر.
صحيفة نيويورك تايمز رأت أن القرار الأوروبي ان حصل، ضربة للهيبة الأميركية ورفض للطريقة التي تعامل بها ترامب مع الفيروس، في حين ان قائمة الـ50 دولة التي سيمح لرعياها دخول فضاء شينغن تضمنت دولاً مثل الصين وفنزويلا وأوغندا وكوبا وفيتنام.
اللقاحات متى تصل؟
ويشدد المسؤولون في العالم على ضرورة الاستعداد لموجة ثانية محتملة من الوباء قد تحدث خلال الطقس البارد، حيث يتزايد احتمال نقل العدوى بين الناس داخل بيوتهم. وتوقع مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي ومسؤولون آخرون بقطاع الصحة، أن تشهد الولايات المتحدة في الخريف والشتاء المقبلين موجة ثانية من تفشي كورونا.
وفي وقت ينتظر العالم التوصل إلى لقاح قبل وصول هذه الموجة المحتملة، قال فاوتشي إن لقاحاً جديداً سيدخل المرحلة الثالثة من الاختبارات الشهر المقبل، مشيراً إلى أن اللقاح أظهر نتائج إيجابية. كما أن جامعة كامبريدج بالاشتراك مع شركة موديرنا الاميركية تتجه للبدء في اختبار لقاحها الشهر المقبل على 30 ألف شخص.
وفي سياق متصل، لجأت الصين إلى الإمارات لاختبار لقاح وصل إلى مراحله الأخيرة، قبل اعتماده رسمياً، وذلك بعدما حصلت بكين على تصديق رسمي لاختبار اللقاح بأراضي الإمارات، لكون الأخيرة تعطي تسجيلاً مستمراً للإصابات، خلافاً للصين التي لم تجد عدداً كافياً من المصابين لديها لإجراء الاختبارات عليهم.
ويُعد هذا اللقاح من بين أول جموع الجهود العالمية في الحصول على الضوء الأخضر للبدء في المرحلة الأخيرة من التجارب البشرية، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ. وتقول شركة «تشاينا ناشيونال بيوتك غروب» إنها مُنحت التصديق لتجري تجارب المرحلة الثالثة للقاح خاص بها في الإمارات وستعقد شراكة مع شركة «G42» للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ومقرها في أبوظبي، لتنفيذ التجربة وإنتاج اللقاح محلياً.
وتُعد تشاينا ناشيونال بيوتك من أولى شركات تطوير اللقاحات التي تتقدم نحو المرحلة الثالثة.
وتتسابق شركات الدواء في أنحاء العالم لتكون أول من يجد مصلاً فعالاً ضد فيروس كورونا، وبحسب وكالة بلومبيرغ، فقد حصلت شركة كانسينو بيولوجيكس الصينية على تصريح لبدء اختبارات اللقاح، الذي طورته بالتعاون مع القوات المسلحة الصينية، على البشر في كندا. وأيضاً اشتركت شركة سينوفاك مع معهد بوتانتان لتنفيذ اختبارات اللقاح الخاص بها على 9 آلاف شخص في البرازيل.
إضافة إلى ذلك، تتوجه لقاحات محتملة أخرى من خارج الصين إلى المرحلة الثالثة من الاختبارات، ومن المقرر اختبار لقاح طورته جامعة أوكسفورد بالتعاون مع شركة أسترازينيكا على ألفي شخص في البرازيل، بداية من الشهر الجاري، إذ أثبتت تجربة لقاح أسترازينيكا على الخنازير أن جرعتين من اللقاح أنتجتا استجابة أكبر من جرعة واحدة لإنتاج الأجسام المضادة.
الأطفال برآء
وفهم الوباء وطرق انتقال الفيروس هو العامل الأساسي لتقرير أي أجزاء المجتمع يمكن إعادتها، وأيها يجب غلقه مرة أخرى في حال تفشي المرض مجدداً، وبالتالي التخفيف من تأثير التفشي على الاقتصاد. وفي هذا السياق قالت وكالة بلومبيرغ، نقلاً عن دراسة فرنسية تبحث في دور الأطفال في نقل الفيروس، إنه لا يبدو أن أطفال المدارس ينقلون الفيروس إلى أقرانهم أو إلى المعلمين. الدراسة التي قام بها باحثون في معهد باستور بفرنسا بالتزامن مع العودة إلى المدارس أكدت أن الأطفال يظهر عليهم أعراض أقل وضوحاً من البالغين وتكون أقل عدوى، مما يوفر تبريراً لإعادة فتح المدارس.
بريطانيا.. مطالب بالتأهب
وفي لندن طالب قادة في مجال الصحة في بريطانيا بإجراء مراجعة عاجلة لتحديد ما إذا كانت المملكة المتحدة مستعدة على نحو ملائم لـ«خطر حقيقي» بحدوث موجة انتشار ثانية لفيروس كورونا. وفي رسالة مفتوحة، نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، حذر مسؤولو الصحة الوزراء من أن هناك حاجة ملحة للعمل من أجل منع وفاة المزيد من الناس.
يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تغييرات عديدة في إجراءات الإغلاق المتبعة في إنكلترا. وأعلن جونسون إعادة فتح المطاعم ودور السينما وصالونات الحلاقة اعتباراً من 4 يوليو المقبل. وسيتم استبدال قاعدة التباعد الاجتماعي، التي تنص على الحفاظ على مسافة مترين بين كل شخصين، بأخرى تلزم بمسافة «أكثر من متر». وشدد المستشار العلمي الأول للحكومة، باتريك فالانس على أن خطة جونسون ليست «خالية من المجازفة».
موسكو احتفلت
العاصمة الروسية موسكو تحدت كورونا باحتفالات حاشدة بمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار على النازية. فرغم تفشي الفيروس بوتيرة متسارعة بالبلاد، ظهر الرئيس فلاديمير بوتين إلى جانب قدامى المحاربين خلال عرض عسكري، دون ارتداء أي منهم كمامات أو اتخاذ إجراءات التباعد.