كاتب وباحث لبناني - عمر معربوني
موقع العهد الإخباري
بحسب الإجماع الحاصل على مستوى خبراء العالم لا يوجد منهم من يُنكر وجود الفيروس، ما يعني أنّه حقيقة قائمة رغم عدم الوصول الى توصيف دقيق له بتركيبته ونتائج تأثيره، وهذا يعني أن نتعامل معه كحالة حقيقية.
1- إن تصنيف الفيروس كجائحة من قبل منظمة الصحّة العالمية لا يتناسب برأيي مع حقائق انتشار الفيروس وتأثيره فمجموع من أصيب بالفيروس بحسب البيانات الصادرة عن وزارات الصحة في كل دول العالم حتى اللحظة 9،76 مليون مصاب أي ما يقارب 0،2% من مجموع سكان العالم الذي يبلغ 7،5 مليار نسمة، ما يعني ان الحاصل ليس " جائحة " وهي كلمة مشتقة لغوياً من كلمة اجتياح.
2- بحسب المصادر الرسمية في كل دول العالم فإنّ عدد الوفيات بلغ 493 الف وفاة ما نسبته 4 % من عدد المصابين الذين تؤكد المصادر ان نسبة 89 % منهم فوق عمر الـ 65 سنة واغلبيتهم الساحقة تعاني من أمراض مزمنة حرجة في الأصل.
3- العامل الأهم هو أن عدد المصابين هو رقم ناتج عن نسبة مئوية تقارب 1،8 % من عدد الذين أجريت لهم فحوصات الـ PCR وهذا رقم مقبول خصوصاً أن أغلب المصابين لا تظهر عليهم عوارض الإصابة ولا حتى النتيجة الإيجابية حتى لو اجروا فحص الـ PCR، ما يعني انّ نسبة كبيرة جداً من البشر قد أصيبوا ولم تظهر عليهم اية عوارض وتماثلوا للشفاء دون ان يعرفوا اصلاً انهم أصيبوا بالفيروس.
4- عامل آخر لا يمكن تجاهله وهو نسبة الحالات الحرجة التي تخضع للعلاج في المشافي وهي نسبة ضئيلة ايضاً وتكاد تلامس الصفر اذا ما اسقطنا ارقام الحالات الحرجة على عدد سكان العالم ففي لبنان مثلاً يوجد 46 حالة حرجة و34 وفاة من اصل حوالي 1700 إصابة مسجلة بشكل رسمي علماً بأن الحالات الحرجة هم من الذين يعانون من امراض مزمنة صعبة وغالبيتهم من اعمار تتجاوز الـ 65 سنة وهو ما ينطبق ايضاً على حالات الوفاة، علماً أن ما ينطبق على لبنان يمكن اسقاطه على كل دول العالم لناحية الأعمار والأمراض مع وجود اختلاف بسيط في النسب بين دولة وأخرى لا يعوّل عليها لتمييز دولة عن أخرى حيث تلعب مسألة عدد الفحوصات دوراً اساسياً في الإعلان عن الإصابات المؤكدة.
على هذا الأساس وبعد مراجعتي للعديد من الأطباء والباحثين والخبراء وتحديداً في المجال المخبري وامراض الجراثيم والفيروسات واستناداً الى الأرقام المذكورة أعلاه، وبما يتناسب مع قواعد البحث العلمي وخصوصاً علم الإحصاء استطيع القول ان الفيروس ليس عدائياً بما يجعلنا نسميه " جائحة " ولا يجب ان يفرض علينا هذا المستوى من الرعب وسببه برأيي وببساطة هو الحملات الإعلامية وتبني معظم الدول لبيانات منظمة الصحة العالمية وهي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة التي كانت تهيمن عليها أميركا كغيرها من المؤسسات الأممية ما يعني ضرورة الإستقصاء والإعتماد اكثر على البحوث المحلية واعتماد العلوم المرتبطة بالفيروس كأساس في التعاطي مع نتائج الفيروس.
على هذا الأساس فإنّ النتائج السلبية للفيروس تكمن في جانبين:
1- الجانب الاجتماعي حيث تدعو الدول بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية الى التباعد الاجتماعي الذي ينسف احد عوامل استقرارنا القائمة على التقارب الاجتماعي وصلة الرحم وهي قواعد إجتماعية ودينية شكلت عوامل أساسية في متانة العلاقات الأسرية والمجتمعية تنسفها عبر الترهيب الدعوات لإعتماد قواعد التباعد الاجتماعي.
2- الجانب الاقتصادي وهو الجانب الذي تأثر ويتأثر يومياً من خلال عمليات الحظر ويؤدي يوماً بعد يوم الى مزيد من التراجع الاقتصادي والإنكماش وانخفاض مستويات النمو وازدياد نسبة الواقعين تحت خط الفقر ما سيؤدي بالتدريج الى خلل كبير في مجالات الأمن الغذائي والمجتمعي وحدوث الكثير من الفوضى وعدم الاستقرار.
وختاماً لا بد من إيجاد رؤية علمية واضحة معتمدة من قبل الدول وفهم دقيق لطبيعة المخاطر وأحجامها والإدراك ان العودة الى الإنتاج بالطاقة القصوى هو التدبير الأكثر ضرورة بدل الوقوع في التخبط والرهاب ومواجهة الفيروس ونتائجه بحكمة ودراية للخروج من الفوبيا التي وقعنا فيها جميعاً.