(جريدة القبس الكويتية)
«الفيروس الجديد قد يصبح جائحة أخرى».. تلكم هي كلمات كبير الخبراء الطبيين الأميركيين ومستشار البيت الأبيض بشأن التعامل مع فيروس كورونا، أنتوني فوسي، حول فيروس جديد، وردت تقارير بأنه بدأ يظهر في الصين.
أنتوني، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قال أن «مسؤولي الصحة الأميركيين يراقبون سلالة جديدة من الإنفلونزا تحملها الخنازير في الصين، تتميز بخصائص فيروس H1N1 الذي ظهر عام 2009 ووباء الإنفلونزا الإسبانية الذي ظهر عام 1918»، وفق ما أوردته شبكة cnbc الأميركية.
ويوضح الخبير أن هذا الفيروس الجديد الذي أطلق عليه العلمائ اسم «G4 EA H1N1»: «لم يثبت بعد أنه يصيب البشر ولكنه يظهر قدرات على التطور»، مضيفاً: «بعبارة أخرى، عندما تحصل على فيروس جديد تمامًا فإنه يتحول إلى فيروس وبائي إما بسبب الطفرات أو عملية إعادة التصنيف أو تبادل الجينات».
لكن هناك تقارير أخرى تشير إلى إصابة مئات عمال المزراع في الصين بهذا الفيروس، فوفق ما ذكرته شبكة DW الألمانية، فقد تم رصد فيروس G4 من سلالة H1N1 لدى 10% من عمال المزارع في الصين، حيث اتضح عند القيام بفحوصات الدم أن لديهم مستويات مرتفعة من الفيروس في دمائهم.
ويضيف فوسي: «هذا الفيروس متواجد في الخنازير الآن ويبدو أن لديه خصائص فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 والانفلونزا الإسيانية».
جائحات مروعة
فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 وفيروس الإنفلونزا الإسبانية اعتبرا أنهما جائحات فيروسات مروعة انتشرت في جميع أنحاء العالم، فقد ظهرت أنفلونزا الخنازير H1N1 في المكسيك في أبريل 2009، وأصابت 60.8 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، وما لا يقل عن 700 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، قُدر عدد الوفيات جراء الفيروس في جميع أنحاء العالم بحوالي 151700 شخصاً.
كما تشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إلى أن الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت عام 1918 - والتي كثيراً ما قارنتها الخبير أنتوني فوسي بفيروس كورونا المنتشر حالياً في العالم- قتلت ما بين 30 مليونًا و 50 مليون شخص، في العالم.
ويقول العلماء إن السلالة الجديدة التي بدأت بالانتشار في مزارع الخنازير في الصين، تم تحديدها على أنها «تحتوي على جميع السمات المميزة لفيروس وبائي مرشح».
ويضيف فوسي: «هناك دائما احتمال أن يكون لديك تفشي آخر لأنفلونزا الخنازير كما حدث في عام 2009»، متابعاً: «إنه شيء لا يزال في مرحلة الفحص هو ليس تهديدًا فوريًا حيث ترى عدوى، ولكنه شيء نحتاج إلى أن نراقبه، كما فعلنا عام 2009 مع ظهور أنفلونزا الخنازير».
مراقبته عن كثب
ويقول تقرير صادر من شبكة DW الألمانية، أن دراسة نشرت في مجلة العلوم الأمريكية Proceedings of the National Academy of Science (PNAS)، تقول أن هذا «الفيروس أصبح أكثر عدوى للبشر ويحتاج إلى مراقبته عن كثب في حالة تحوله إلى فيروس وبائي محتمل»، بحسب المؤلفين المشاركين في الدراسة والذين يضمون علماء في الجامعات الصينية ومركز الصين لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتبين أنه خلال الفترة الممتدة بين عام 2011 إلى عام 2018، أخذ الباحثون 30 ألف مسحة أنفية من الخنازير في المسالخ في 10 مقاطعات صينية وفي مستشفى بيطري، مما سمح لهم بعزل 179 فيروساً من فيروسات أنفلونزا الخنازير.
جدال واختلاف
ويبدو أن انتقال هذا الفيروس إلى البشر مازال محل دراسة وجدال بين العلماء، ففي حين تقول دراسات أنه انتقل إلى البشر ورصد لدى العمال المزارعين، يرى خبراء آخرون أن ذلك غير صحيح، ويقول كارل بيرجستروم، وهو عالم أحياء في جامعة واشنطن، إن «الفيروس الجديد يمكنه إصابة البشر لكن لا يوجد خطر وشيك من جائحة جديدة»، وأضاف في تغريدات نشرها عبر حسابه في تويتر بعد نشر الدراسة «لا يوجد دليل على أن جي4 ينتقل بين البشر رغم التعرض بكثافة له لمدة خمس سنوات».