أطلقت المنصة الإلكترونية التعليمية المفتوحة الأكبر من نوعها للمحتوى التعليمي الرقمي باللغة العربية "مدرسة"، حملة توعوية شاملة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسسكو"، لتثقيف عشرات ملايين الأطفال في العالم العربي صحيا، ودعمهم نفسيا وذهنيا، ومساندتهم ومعلميهم وذويهم للتكيف مع التداعيات والإجراءات الاستثنائية الناجمة عن وباء "كوفيد-19" في المنطقة العربية والعالم.
وأشار بيان لليونسكو الى أنه "تحت عنوان "كن واعيا"، توفر الحملة التي أطلقتها منصة "مدرسة"، المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المحتوى الإلكتروني التوعوي باللغة العربية، لتثقيف الأطفال صحيا ودعمهم نفسيا وذهنيا، وذلك من خلال توفير معلومات حيوية مبنية على معلومات طبية دقيقة حول السبل الأكثر كفاءة للوقاية من العدوى، إلى جانب توفير الدعم والإرشاد النفسي والذهني لهم للتكيف الإيجابي مع المتغيرات الطارئة على حياتهم اجتماعيا وعاطفيا نتيجة لوباء فيروس كورونا المستجد، ومن ثم مساعدتهم على التأقلم مع خيارات التعلم عن بعد والتفاعل الإيجابي معها".
ولفت الى أن "الحملة تضع مجموعة متكاملة من الفيديوهات التوعوية المعدة باللغة العربية ومتاحة في متناول الجميع عبر صفحة مخصصة للحملة على منصة "مدرسة" الإلكترونية وعبر القنوات الإلكترونية لشركاء الحملة، للتعريف بالإجراءات الصحية المثلى للوقاية من فيروس "كوفيد-19"، فضلا عن تمكين أولياء الأمور والمعلمين بالمعلومات والإرشادات التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية والذهنية للأطفال ومساعدتهم على التأقلم مع التغيرات الجديدة ومواصلة التعلم وتطوير مهاراتهم واكتساب مهارات جديدة في ظل الإجراءات الاستثنائية والاحترازية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم".
وأوضح البيان أن "الفيديوهات التوعوية التي أعدها خبراء منصة مدرسة بالتعاون مع المختصين من كل من "اليونيسف" و"اليونسكو" و"الإيسسكو" تغطي ثلاثة محاور رئيسية هي: تعزيز الصحة العامة والوقاية من فيروس "كوفيد-19"، وتعزيز الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي، وتعزيز خيارات التعلم عن بعد. وتستعين الحملة بالشخصيات الكرتونية لمنصة "مدرسة" في الفيديوهات التوعوية الـ15 الموزعة على المحاور الثلاث للحملة، وذلك لتسهيل إيصال الرسائل التثقيفية والتوعوية والداعمة عاطفيا ونفسيا للأطفال الذين تتوجه إليهم الحملة بشكل رئيسي ضمن الفئة العمرية من سن الخامسة وحتى 15 عاما".
وأشار مدير منصة "مدرسة" الدكتور وليد آل علي إلى أن "المبادرة التوعوية الجديدة (كن واعيا) التي أطلقتها منصة مدرسة، المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع أبرز المنظمات الدولية المعنية بالطفل والتعليم والمتمثلة باليونيسف واليونسكو والإيسسكو، هي جهد مشترك لتسخير التكنولوجيا في تقديم التوعية الصحية المبنية على المعلومات الدقيقة لشرح وباء كوفيد-19 وسبل الوقاية منه للأطفال في سلسلة فيديوهات تثقيفية بتقنية الرسوم المتحركة، من خلال تبسيط المفاهيم العلمية وتوفير الدعم التوعوي الصحي والنفسي للأطفال، ومساندتهم في التأقلم مع الظروف الاستثنائية والتغيرات التي فرضها وباء كوفيد-19 على أنماط حياتهم، فضلا عن توجيههم لتحقيق أفضل النتائج في خيارات التعلم عن بعد".
وأكد أن "مبادرة منصة مدرسة الإلكترونية المفتوحة لتوفير المحتوي التعليمي المتطور باللغة العربية في متناول جميع الطلاب والمتعلمين والمعلمين في العالم العربي، قد استهدفت منذ انطلاقتها الأولى قبل أقل من عامين، رفد المنظومة التعليمية العربية بمحتوى مفيد شيق يكمل المناهج التعليمية، ويوظف أحدث تطبيقات التكنولوجيا وبرمجياتها وأدواتها لتوصيل المعلومات والمبادىء العلمية بشكل تفاعلي إلى الطلبة، من مرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وتحفيز تحصيلهم المعرفي وفضولهم العلمي، بأسلوب مدروس يجمع بين المتعة والفائدة، ويساهم في الارتقاء بسوية المحتوى التعليمي المتوفر باللغة العربية، إلى جانب تمكين المعلمين والتربويين وأولياء الأمور بمواد تعليمية حديثة تساعدهم على ترسيخ المفاهيم العلمية والرياضية واللغوية لدى الطلبة".
ولفت الى أن "المبادرة التوعوية الجديدة تعزز هذا التوجه من خلال تركيز المحتوى فيها على ثلاثة محاور أساسية هي: تعريف الأطفال بإجراءات الصحة والسلامة والوقاية من فيروس كورونا المستجد، وتوفير الدعم النفسي والذهني خلال هذه الفترة الاستثنائية، وتعزيز ونشر ثقافة التعلم المستمر باستخدام مختلف الخيارات بما في ذلك التعلم عن بعد".
من جهته، قال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد الهمامي: "فرضت جائحة كوفيد-19 التعلم عن بعد كخيار هام تم تطبيقه بسرعة قياسية خلال أسابيع قليلة في أغلب دول العالم المتأثرة بالوباء، وكان لذلك أثر إيجابي على مواصلة تعلم الأطفال حتى بعد إغلاق المدارس. لكن كان من المهم بالنسبة إلينا، العمل أيضا على مراعاة الجوانب الصحية والنفسية والعاطفية في حياة الأطفال الذين تأثروا بالجائحة وتداعياتها، فكانت هذه المبادرة المشتركة مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بمثابة الاستجابة السريعة لهذه الحاجة الناشئة لملايين الطلاب في المنطقة العربية. وبدورنا نشكر مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية علي مبادراتها التي وحدت الجهود للتوعية وتمكين الأطفال في المنطقة العربية بالدعم النفسي والصحي في هذه الظروف".
وقال ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف في دول الخليج العربية الطيب آدم: "التغيرات الجديدة الطارئة على حياتنا والناجمة عن وباء كورونا المستجد من إغلاق المدارس، والتباعد الاجتماعي، والعمل من المنزل، والسهر على رعاية أفراد الأسرة، قد تفوق قدرتنا على الاستيعاب. وأولياء الأمور والأطفال بحاجة للتوجيه والموارد من أجل ضمان استمرارية التعلم والحفاظ على الصحة النفسية. وهذه الشراكة مع كل من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنظمة اليونيسكو، ومنظمة الإيسيسكو تقدم المعلومات الحيوية والمساعدة، وتوفرها في متناول أكثر من 400 مليون إنسان في المنطقة".
بدورها، قالت المستشارة الإقليمية لشؤون التعليم في المكتب الإقليمي لمنظمة اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أدريانا فوجيلار: "يسر منظمة اليونيسف المساهمة مع شركائها، في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنظمة اليونيسكو، ومنظمة الإيسسكو، في هذه الحملة التي تركز على ضمان تفاعل الأطفال مع خيارات التعلم عن بعد في زمن كوفيد19. ورغم إغلاق المدارس وبدء العطلة الدراسية الصيفية في بعض الدول، إلا أننا نشجع كل الأطفال على الاستفادة من هذه الفترة لمواصلة التعلم والإبداع واكتساب مهارات جديدة إلى أن تفتح المدارس أبوابها مجددا".
أما مدير المكتب الإقليمي للايسيسكو في دولة الإمارات الدكتور عبيد سيف الهاجري، فقال: "التوعية الصحية والدعم النفسي والمعنوي والعاطفي عناصر حاسمة في نجاح العملية التعليمية، مهما تنوعت آلياتها ووسائلها. واليوم وإذ تستفيد حملة (كن مسؤولا) من التكنولوجيا في توعية ملايين الأطفال في العالم العربي، بصفة خاصة، بكيفية الوقاية من هذه الجائحة الكونية (كوفيد-19)، والتأقلم مع انعكاساتها السلبية على أنماط التعليم التي تعودوا عليها، تنشأ أنماط تعلم جديدة لا تكتفي بتوفير المعلومة بل تعمل على إغناء معارف ومهارات الأطفال صحيا وتعليميا وذهنيا، في منظومة متكاملة تضمن تضافر مقومات العلوم والثقافة والتوعية في متناول الجميع، وهذا ما نستطيع توفيره اليوم بفضل التعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
وذكر البيان بأن "منظمة اليونسكو كانت أوصت في آذار الماضي بمنصة "مدرسة" الإلكترونية التعليمية المفتوحة كمصدر موثوق للمحتوى التعليمي باللغة العربية للطلبة والمدرسين والتربويين وأولياء الأمور لتلبية متطلبات التعلم عن بعد للطلاب ومعلميهم وذويهم، وذلك بالتزامن مع بداية تفعيل الهيئات التعليمية في الدول العربية إجراءات التعلم عن بعد والإغلاق المؤقت للمدارس لدرء خطر انتشار فيروس كورونا المستجد".
وأشار الى أن "فيديوهات المحور الأول من الفيديوهات التوعوية التي أنجزتها الحملة، والمتمثل بالصحة العامة، تركز على تقديم نصائح وإرشادات صحية للأطفال حول فيروس كورونا المستجد، وطرق الحد من انتشاره، والحقائق العلمية التي تم جمعها حتى الآن عن الوباء. كما توعي الأطفال بسبل الوقاية منه، وآليات تطبيق التباعد الاجتماعي والمكاني، والمحافظة على النظافة الشخصية، واتباع نمط حياة صحي، ونظام غذائي متوازن، والحرص على ممارسة الرياضة. كما يعرف هذا المحور الأطفال في العالم العربي، بالدور الإنساني الهام الذي يقوم به الأطباء والممرضون والمسعفون والمتطوعون والمستجيبون لحالات الطوارىء من أبطال خط الدفاع الأول لحماية الناس ومواجهة الوباء العالمي".
ولفت البيان الى أن "فيديوهات المحور الثاني من الحملة المتمثل في الدعم النفسي والعاطفي، تركز على تسهيل تعامل الأطفال مع العزلة والتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، والتي تأثر بها الأطفال بشكل خاص لصعوبة إدراكهم لطبيعة الجائحة وحجم تأثيرها. وتساعد الفيديوهات التوعوية في هذا المحور الأطفال على فهم المرض وتداعياته، والتأقلم مع الواقع الجديدة الذي فرضه، من خلال نصائح تعنى بالصحة النفسية والذهنية للأطفال وتساعدهم على تعزيز التواصل مع أفراد الأسرة وتحفيز الأفكار الإيجابية".
وذكر أن "المحور الثالث الذي تغطيه الفيديوهات التوعوية يسلط الضوء على فوائد التعلم عن بعد، ودوره في تشجيع ثقافة التعلم الذاتي والمستمر لدى الأطفال، فضلا عن تعزيز الفضول العلمي ومبدأ الاعتماد على الذات، وتقديم النصائح والإرشادات حول كيفية توفير الأجواء المثلى لتحقيق الاستفادة القصوى من التعلم عن بعد، مع تعريف الأطفال بفرص الاستفادة من أوقات فراغهم بتعلم وممارسة هوايات جديدة واكتساب مهارات تثري الشخصية وتنميها".