(جريدة القبس الكويتية)
لا تزال الصين في دائرة الاتهام حول مسؤوليتها عن تصدير فيروس كورونا المستجد إلى العالم وإخفائها معلومات عن الفيروس ساهمت في سرعة انتشاره. ويعزز هذه الاتهامات ما تقوم به الصين من حرب إعلامية ومن ممارسات بحق علماء صينيين يكشفون معلومات حول الفيروس، وفي آخر هذه التصرفات تم توقيف أكاديمي صيني وأستاذ جامعي بارز، معروف بمقالاته التي تنتقد الرئيس شي جينبينغ ودوره في الوباء. ونشر شو جانغرون منذ مطلع عام 2020 نصوصاً تنتقد إحكام شي جينبينغ قبضته على السلطة. ونشر نصاً في فبراير حمّل فيه سياسة التضليل والرقابة التي يتبانها الرئيس شي مسؤولية تفشي كورونا في الصين.
وأمس كشف تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية أن علماء صينيين اكتشفوا فيروساً شبيهاً بـ «كورونا» في منجم مهجور قبل 7 سنوات، إلا أنهم أبقوا الاكتشاف سراً حتى بعد انتشار الوباء. الصحيفة قالت إن 6 من عمال منجم النحاس في مدينة مويغيانغ جنوب غرب الصين، أصيبوا بالتهاب رئوي حاد وسعال وحمى، وتوفي ثلاثة منهم (اثنان توفيا على الفور وتوفي آخر بعد نقله إلى المستشفى)، مما أدى بالسلطات إلى أخذ عينات من براز الخفافيش، التي وجدت على أرضية المنجم، واكتشفوا أنه يحتوي على فيروس جديد، ما دفعهم إلى نقل العينات والاحتفاظ بها في مختبر ووهان الذي يبعد 1000 ميل عن المنجم لدراسة الفيروس.
مطابق لـ «كورونا»
دوعن أعراض المرض، قالت الصحيفة إن المصابين الـ6 الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و63 عاماً، كانوا جميعاً بحاجة إلى علاج مكثف في المستشفى، وكانوا يعانون من حمى شديدة وسعال وآلام في الجسم، وخمسة منهم عانوا من ضيق في التنفس، وجميع هذه الأعراض تتفق مع أعراض «كورونا». والفيروس، الذي أطلق عليه اسم RaBtCoV / 4991 في ذلك الوقت، لديه رمز وراثي يطابق كورونا بنسبة 96.2 في المئة.
الدكتورة شي زنغلي، المتخصصة في البحث عن الفيروسات في كهوف الخفافيش خلال السنوات الـ16 الماضية، أشارت إلى أن عمال المناجم توفوا بسبب إصابتهم بفطر قاتل، إلا أن الصحيفة عثرت على تقارير لتفاصيل علاج المصابين، حيث أظهرت أن السبب الأكثر احتمالاً لإصابتهم هو عدوى بفيروس تاجي شبيه بالسارس نُقل عن طريق الخفافيش.
فيما اتهمت الصحيفة الباحثين الصينيين بإخفاء المعلومات المتعلقة بالعثور على الفيروس نفسه عام 2012.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا بعد مراجعة بيانات من هاتف محمول، أن مختبر ووهان من المحتمل أن يكون قد تم إغلاقه في أكتوبر الماضي، بعدما حدث شيء خطير.
قيود جديدة
إلى ذلك، يتسارع تفشي وباء كورونا في العالم، وستعزل أستراليا ولاية فكتوريا عن بقية البلاد بعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات في مدينة ملبورن، وبعد شهرين من رفع العزل في مدغشقر، وضعت العاصمة أنتاناناريفو قيد العزل من جديد. وفرضت حكومة كوسوفو بدورها حظراً للتجول في بريشتينا وثلاث مدن أخرى. وبعد إجراء مماثل في كتالونيا، فرضت تدابير عزل على 70 ألف شخص في غاليسيا الأسبانية. وستفرض إسرائيل إغلاقاً جديداً بسبب سرعة تفشي الفيروس. في المقابل، فتح اللوفر في باريس، أكبر متاحف العالم وأكثرها ارتياداً، أبوابه أمس أمام الزوار.