(صحيفة النيويورك تايمز)
جذبت السويد الاهتمام العالمي، منذ ظهور فيروس كورونا في أوروبا، بإجراء تجربة غير تقليدية في الهواء الطلق: لقد سمحت للعالم باختبار ما يحدث للوباء إذا سمحت الحكومة للناس بالحياة والتحرك دون عوائق إلى حد كبير.
هذا ما حدث: توفي آلاف الأشخاص بمعدل أكثر من الدول المجاورة، التي فرضت إجراءات الإغلاق، ولكن اقتصاد السويد، لم يكن أفضل بكثير.
وقال جاكوب كيركجارد من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن لصحيفة” نيويورك تايمز” التي سلطت الضوء على التجربة السويدية :” لم يكسبوا شيئاً فعلياً، عرضوا انفسهم لجرح ذاتي، ولم يحققوا مكاسب اقتصادية”.
نتائج تجربة السويد تجاوزت الشواطئ الاسكندنافية، ووصلت إلى الولايات المتحدة، حيث ينتشر الفيروس بسرعة مثيرة للقلق، فقد تجنبت بعض الولايات، بناءً على طلب الرئيس دونالد ترامب، عمليات الإغلاق أو رفعها على افتراض أن ذلك سيعزز الانتعاش الاقتصادي، مما يسمح للناس بالعودة إلى أماكن العمل والمتاجر والمطاعم.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى ما يحدث في بريطانيا، حيث أعاد رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان في المستشفى يتعالج من مرض كوفيد- 19، فتح الحانات والمطاعم في نهاية الأسبوع الماضي في محاولة لاستعادة الحياة الاقتصادية الطبيعية.
هذا الأساليب، كانت تفترض أن الحكومات يجب أن توازن بين إنقاذ الأرواح وبين ضرورة توفير الوظائف، مع المخاطر الصحية الإضافية المتمثلة في دحر التباعد الاجتماعي الذي يمكن تبريره من خلال تعزيز الرخاء الناتج، ولكن النتيجة القاتمة للسويد، المزيد من الموت، والضرر الاقتصادي المتساوي تقريباً يشير إلى ان الاختيار المفترض بين الأرواج والأجور هو خيار زائف: الفشل في فرض التباعد الاجتماعي يمكن أن يكلف الأرواح والوظائف في نفس الوقت.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من اختيار السويد لسياسة بقاء الاقتصاد مفتوحاً، وصل عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا إلى 5420 حالة وفاة، وقد لا يبدو هذا الرقم فظيعاً مقارنة مع الولايات المتحدة، ولكن السويد بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين فقط، وهذا يعني أن نسبة الوفاة أكثر 40 في المئة من أمريكا و12 مرة أكثر من النرويج وسبع مرات من فنلندا وست مرات أكثر من الدنمارك.