فرض تفشي فيروس كورونا المستجد نماذج تسويقية جديدة، اتجه نحوها أغلب المستهلكين، ويحتاج تجار التجزئة إلى التكيف مع هذه التطورات إذا أرادوا بيع منتجاتهم وتفادي شبح الإفلاس.
وقال موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي إنه ينبغي على الشركات الصغيرة التي تعتمد عادة على بيع منتجاتها وبضائعها في المتاجر أن تفكر في التحول نحو البيع عبر الإنترنت، أو اعتماد إستراتيجية التسوق عبر حجز المواعيد، وإعادة التفكير في إستراتيجياتها التسويقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف زيادة المبيعات ومواكبة احتياجات وتطلعات المستهلكين.
كما ينبغي أيضا على تجار التجزئة أن يواكبوا الطرق الجديدة لإيصال الطلبات إلى المستهلكين، ويسهلوا عمليات الدفع الإلكتروني.
وحسب الموقع، فإن جائحة كوفيد-19 تمثل لحظة مفصلية في تاريخ البيع بالتجزئة، ومن شأنها أن تغير إلى الأبد أساليب بيع المنتجات والسلع، وطرق ترويجها وتسليمها للمستهلكين.
ويستعرض موقع "بيزنس إنسايدر" بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد أصحاب الشركات الصغيرة في التكيف مع التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع البيع بالتجزئة.
جولات تسوق افتراضية
إن البقاء على اتصال مع العملاء بات أمرا حاسما لأي شركة اضطرت إلى الحد من تفاعلها المباشر، ونتيجة لذلك ابتكرت شركات كثيرة إستراتيجيات فريدة من نوعها تمكنها من بناء علاقات مع العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي والحفاظ عليها.
ويعد إنستغرام وفيسبوك أبرز المنصات الاجتماعية التي تتيح للتجار عرض منتجاتهم وزيادة المبيعات.
ومن أهم الإستراتيجيات المعتمدة لترويج المنتجات عبر هذه المنصات تقديم نصائح توجيهية، وعرض فيديوهات لعملاء يشيدون بالمنتجات والخدمات، وتكثيف الإعلانات عن العروض والتخفيضات.
توسيع الخيارات
ينبغي على الشركات التي تواجه تراجعا في مبيعاتها، أو التي لا تزال ملزمة بإجراءات الإغلاق، أن تعمل على توسيع الخيارات أمام العملاء من أجل إرضائهم وتشجيعهم على التسوق وشراء المنتجات.
ومن النماذج الشرائية التي أقبل عليها المستهلكون بشكل كبير منذ تفشي فيروس كورونا المستجد؛ الشراء عبر الإنترنت والتسلم في المتجر، وأظهرت دراسة حديثة أن 62% من المستهلكين اختاروا هذه الطريقة للتسوق خوفا من التعرض للعدوى.
وفي ظل التطورات الحالية، من الضروري إتاحة خيارات كثيرة أمام العملاء لتسلم طلباتهم، مثل تسليم الطلبات في المتاجر، أو توصيلها إلى المنازل، وبأقصى سرعة ممكنة.
المواعيد المسبقة
بعض شركات البيع بالتجزئة كانت تعتمد في السابق خدمة المواعيد المسبقة لمنح العملاء تجربة فريدة، أما الآن فقد أصبحت العديد من المتاجر -التي أُعيد فتحها- تعتمد هذه الخدمة في إطار تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
هذا النموذج يساعد المتاجر على التحكم في أعداد العملاء عند تسليم الطلبات، وتقليل عدد الأشخاص المضطرين للانتظار في الطابور، كما يمكنهم من البقاء على تواصل مستمر مع العملاء بعد زياراتهم للمتجر.
تجنب التلامس
غيرت جائحة كورونا نظرة الناس إلى العملات النقدية، في ظل المخاوف من أن تنقل إليهم عدوى الفيروس، ووجدت دراسة حديثة أجرتها شركة "ماستركارد" أن أكثر من نصف المستهلكين الأميركيين عبّروا عن القلق الذي يشعرون به عند تقديم توقيعاتهم أثناء عمليات الشراء، كما يقول نصف المستهلكين إنهم اختاروا عمليات الدفع التي لا تتطلب التلامس منذ انتشار الوباء.
وحسب الموقع، فإن شركات البيع بالتجزئة والمتاجر أصبحت مطالبة بشدة بأن تقدم خيارات الدفع عن بعد لحماية عملائها وموظفيها، وتقليل التلامس قدر الإمكان.
كما يمكن تطبيق بعض الإجراءات داخل المتجر لتجنب لمس شاشات الدفع، مثل استخدام البطاقات الإلكترونية في النقر على الشاشة بدل استخدام الأصابع.
وخلص الموقع إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة مطالبة مع بدء تخفيف إجراءات الإغلاق وإعادة فتح الاقتصاد أن تعمل على مواكبة التطورات بأسرع وقت، وأن تطبق النماذج التسويقية الجديدة لضمان سلامة عملائها وموظفيها ومواصلة أعمالها بنجاح.