(جريدة القبس الكويتية)
تخطى عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم 12 مليون إصابة، أكثر من نصفها في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، وتخطى عدد المصابين في إيران ربع مليون مع تسجيل 12305 وفيات، وثبتت إصابة ستة على الأقل من أعضاء البرلمان الإيراني المنتخبين حديثا بالفيروس.
هذه الحصيلة العالمية لا تعكس سوى جزء من الأعداد الفعلية، إذ لا تجري بعض الدول فحوصا لكشف الإصابات إلا للحالات الخطيرة فيما تستخدم دول أخرى الاختبارات بصورة خاصة لمتابعة مخالطي المصابين.
منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس أنها تعمل على تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة تعاملها مع الجائحة وكذلك استجابة الحكومات لها. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس في اجتماع عبر الإنترنت مع ممثلي الدول أعضاء المنظمة البالغ عددها 194 إن هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة وافقتا على قيادة اللجنة واختيار أعضائها. وأضاف تيدروس «هذا وقت مراجعة النفس». وتأتي هذه الاستجابة بعد قائمة من التناقضات الجسيمة وقعت بها المرجعية الطبية الأهم في العالم.
المكاتب وبيئة العمل
إلى ذلك، أكدت دراسة علمية حديثة أن المكاتب وأماكن العمل المغلقة تعتبر بؤرة حقيقة أو حاضنة لتفشي الفيروس بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية أنه يمكن أن يبقى عالقاً مدة غير قصيرة في الهواء.
الدراسة التي أنجزها مركز مراقبة الأمراض ومكافحتها الأميركي «CDC»، ونُشرت في مجلة الأمراض المعدية «EID Journal»، أثبتت أن نسبة مهمة من الأشخاص الذين كانوا يشتغلون في مكان مغلق قد أصيبوا فعلاً بالفيروس. التجربة التي ارتكزت عليها الدراسة، كانت حادث إصابة نصف عمال مركز نداء بكوريا الشمالية، في مارس الماضي، كانوا يشتغلون في مكان واحد. فمن بين 1143 موظفاً في مركز النداء، تبين أن 94 شخصاً منهم أصيبوا بالفيروس، بعد أن خالطوا مصاباً واحداً في المكتب نفسه.
دراسة أخرى كانت قد نشرتها المجلة العلمية ذاتها، رصدت حالات إصابة بين 10 أشخاص في مدينة غوانزو الصينية، وكان العامل المشترك بينهم أنهم كانوا جالسين في مطعم على طاولات منفصلة، فيما يعتقد الباحثون أن وحدة تكييف الهواء نشرت الفيروس.
العدوى «الصامتة»
ودعمت دراسة طبية حديثة، أجريت في ثلاث جامعات أميركية وكندية رائدة، الدراسات السابقة التي حذّرت من خطورة انتقال العدوى عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض. وجاء في تقرير لموقع «U.S. News» بعنوان «انتقال العدوى الصامت هو المحرك الأول لحالات تفشي كورونا»، أن الدراسة وجدت أن نصف الإصابات الجديدة بالفيروس مرتبطة بأشخاص لا تظهر عليهم أعراض. ويشير الأطباء الذين نشروا دراستهم في دورية PNAS التابعة للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم أن نحو 48 في المئة من الأشخاص، الذين لا تظهر عليهم الأعراض ينقلون العدوى.
الأكثر عرضة للموت
كما كشفت أكبر دراسة معدة حتى اليوم عن فيروس كورونا، شملت أكثر من 17 مليون شخص، عن العوامل التي تزيد من خطر تعرّض الشخص للوفاة عند إصابته، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وأرجعت الدراسة التي نُشرت في مجلة «نتشر» أن العمر ونوع الجنس والعرق، بالإضافة إلى الظروف الصحية، من أكثر الأسباب التي تحدد فرص الوفاة عند الإصابة بالفيروس.
وقال أوتشيشي ميتشل، خبير الصحة العامة في جامعة إلينوي في شيكاغو: «كثير من معلومات الدراسة نعرفها بالفعل، لكن حجم الدراسة وحده هو الأهم».
الدراسة وجدت أن المرضى الذين تزيد أعمارهم على 80 عامًا كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار 20 مرة من أولئك في الخمسينيات من العمر، ومئات المرات من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. كما أن الرجال الذين أصيبوا بالفيروس أكثر عرضة للوفاة من النساء في العمر نفسه، بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل السمنة والسكري والربو الشديد والمناعة الضعيفة. كما أن فرص الموت لدى الشخص تميل إلى تتبع العوامل الاجتماعية والاقتصادية .
ووجد الباحثون أن المصابين من السود وجنوب آسيا كانوا أكثر عرضة للوفاة من المرضى البيض.
نفقات الفيروس تؤرق الصناعة العسكرية الأميركية
طلب الرؤساء التنفيذيون لثماني شركات تعمل في مجال الصناعات العسكرية، بينها لوكهيد مارتن ورايثيون تكنولوجيز، من الحكومة الأميركية ضمان عدم سحب مليارات الدولارات من ميزانية وزارة الدفاع لدعم الشركات التي تضررت بسبب مرض «كوفيد - 19» من دون توفير أموال جديدة. وحصلت شركات الصناعات العسكرية على أموال من البنتاغون من أجل دفع رواتب العمال أصحاب المهارات العالية للحيلولة دون تسريحهم أو ذهابهم لشركات أخرى.
وقالت الشركات في رسالتين منفصلتين إلى البنتاغون والبيت الأبيض إنها ستحتاج إلى عدة مليارات من الدولارات على الأقل لتعويض الأموال التي تنفق على دعم القوى العاملة ,التسويات ذات الصلة بكورونا.
وتشير تقديرات أحد المحللين بحسب «رويترز» إلى أن الأمر قد يتطلب ما يصل إلى 15 مليار دولار.
ويسعى البنتاغون لضمان ألا تفقد شركات الصناعات العسكرية العمالة الماهرة ومهندسي الليزر وغيرهم من المواهب التي يصعب العثور عليها.