نقلا عن موقع "العهد" الاخباري - سامر حاج علي
تسع إصابات بفيروس كورونا أعادت سكان قضاء صور إلى ذاكرة الأيام الأولى من انتشار الوباء في لبنان، حين كان القلق من الخطر القادم على هيئة مرضٍ سريع الإنتشار سيد كل المواقف. ومضى الوقت فأثبت لبنان قدرته على الإحتواء بوعي شعبه وتظافر جهود إداراته ومؤسساته وعلى رأسها وزارة الصحة العامة التي زار وزيرها حمد حسن القضاء لمرتين، مثنياً على التزام أهله الذي كان يترجم بعدد الإصابات المنخفض نسبة لبقية المناطق والمحافظات، فماذا تغير اليوم ؟!
مع افتتاح مطار بيروت الدولي وبدء عودة المغتربين إلى وطنهم لا سيما إلى قرى قضاء صور بدأت ترتفع أعداد المصابين الذين كانوا ولا زالت "غالبيتهم" تلتزم إجراءات الحجر المنزلي، إلا أن بعض الذين تعوّدوا ربما على مخالفة الشرائع والقوانين الأخلاقية قبل أي نظم أخرى تركوا أماكن إقامتهم مترددين إلى المسابح والشواطئ والعديد من الأماكن التي تزدحم فيها حركة الناس في مثل هذه الأيام، فانتقلت العدوى إلى بعض الآمنين والذين ما كانوا على علمٍ بأن هؤلاء سيحولوهم إلى قنابل موقوتة تفجر الوضع الصحي في قراهم وكل القرى. وهو ما حصل فعلاً في بلدة جبال البطم حين توجه أحد أبنائها إلى مسبح في المنطقة فأصيب هناك وفق تقديرات وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، والتي يشير مديرها مرتضى مهنا لموقع العهد الإخباري إلى أن هذا المصاب نقل العدوى لخمس أشخاص في بلدته ومن ثم لأربع أشخاص في بلدة البازورية.
ومع هذا العدد اتخذت اجراءات استثنائية قضت بتقليص حركة الدخول والخروج من البلدتين إضافة إلى إقفال المؤسسات باستثناء تلك التي تعنى ببيع وتقديم المستلزمات الطبية والغذائية، في حين وُضعت الشرطة البلدية والقوى الأمنية في حالة تأهب استعداداً للتشدد في الإجراءات إذا ما كانت النتائج التي ستصدر يوم الإثنين للفحوص التي أجراها فريق من وزارة الصحة العامة بالتعاون مع وحدة الكوارث لمخالطين قارب عددهم المئتي شخص غير مطمئنة. ولحين صدور النتائج سيبقى هؤلاء المخالطين في الحجر المنزلي بناء لتعليمات من الجهات المعنية التي شدد مهنا على ضرورة التجاوب معها والتعاطي بروح المسؤولية كي نحمي أنفسنا وأهلنا وبلداتنا.
دعوة كان قد أطلقها أيضاً رئيس دائرة وزارة الصحة في قضاء صور د. وسام غزال في حديث عبر موقع "العهد" الإخباري، والذي أكد أن المرحلة الحالية تحتاج إلى وعي الناس والالتزام بالتعاميم والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة خاصة لناحية الحجر المنزلي للمغتربين العائدين إلى قراهم لأن أي تفلّت اليوم بهددنا بضياع تعب أشهر من العمل والسهر على سلامة وصحة الناس.
ويشير غزال إلى أن الوضع في قضاء صور مطمئن على الرغم من ظهور عدد من الإصابات ذلك لأن مصدر هذه الإصابات وإن قلنا أنها مجهولة المصدر فهي على الأغلب ووفق المعطيات مصدرها معروف وهو مغترب تفلّت من الحجر، وهو ما يدفعنا الى تشديد الإجراءات والدعوات لتحمل المسؤولية الشخصية من قبل الوافدين الذين يحملون اليوم الرقم الأكبر من المصابين في قرانا والذي وصل إلى 98 حالة منذ بداية الأزمة مع تسجيل سبع اصابات وافدة اليوم في مقابل خمس وعشرين حالة محلية بينها خمس حالات لفلسطينيين يسكنون مخيم الرشيدية جنوبي صور.
وإلى جانب الإصابات في جبال البطم والبازورية، سجلت في الأيام الأخيرة إصابة لرجل في مدينة صور كان يعاني من مرض مزمن وقد نقل إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، ولامرأة سورية متزوجة من لبناني كانت في طريقها من بلادها إلى لبنان وقد اكتشفت إصابتها عند معبر المصنع الحدودي لتنقل مباشرة إلى الحجر المنزلي في بلدتها طيردبا، فيما علم موقع "العهد" الإخباري أن كافة الفحوص التي أجريت لدوائر الإختلاط القريبة والبعيدة لهاتين الحالين صدرت وكانت كلّها سلبية..
ومع هذه الطمأنينة التي لا بد من زرعها في نفوس الناس، دعوة إلى ضرورة توخي الحذر واتخاذ كافة إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة لمنع ظهور موجات من العدوى التي قد تطيح بأي آمال للخروج من أزمة بين الأزمات اللبناني التي لا يزيد منها سوى الأخبار المفبركة التي تنتشر كالنار في الهشيم على صفحات وسائل التواصل من قبل المتفلتين من كل القيود الأدبية والأخلاقية وسلوكيات المهنة التي صارت أقرب إلى ألاعيب الضرب بالرمل وكشف المندل بفعل أكاذيبهم وتخيلاتهم التي تغرف من حبر الاكاذيب لتضرب المجتمع اللبناني.
لقراءة المقال من الموقع اضغط هنا