نقلاً عن صحيفة القبس
بعد فشل تجارب الاغلاق والتباعد الاجتماعي من الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، عادت الكمامة لتتربع على عرش الممارسات المطلوبة لوقف انتشار العدوى، وبدأت دول تتخذ قرارات بإلزام مواطنيها بها، كما بدأ زعماء عرفوا بمحاربتهم لها بارتدائها.
روبرت ريدفيلد مدير المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، قال لشبكة «جاما» الطبية إن أزمة تفشي كورونا ستكون «تحت السيطرة» خلال فترة تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع. ولفت إلى أن ارتداء الكمامة يعتبر واحدا من ثلاث ممارسات أساسية، تشمل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي بشكل متكرر.
في الأيام القليلة الماضية، شوهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون وهما يرتديان الكمامة للمرة الأولى. ومثّل ذلك تغيرا جذريا. فقد سبق لترامب أن سخر من الآخرين لارتدائهم الكمامة. في الوقت ذاته، كانت الحكومة البريطانية مترددة في التوصية بارتداء أغطية الوجه بينما أوصت الكثير من الدول الأوروبية بذلك. وكانت الحكومة البريطانية قد أمرت المواطنين بارتداء أغطية الوجه عند استخدامهم وسائط النقل العام، وتقول الآن إن على البريطانيين ارتداء الأغطية عند دخولهم إلى المتاجر وإلا ستفرض عليهم غرامات.
عالميا، كانت مراجع عدة، ومنها منظمة الصحة العالمية، قد قالت مبدئيا إن إرتداء أغطية الوجه ليس نافعا في منع انتشار كورونا. ولكن هذه المراجع توصي الآن بارتداء الأغطية في الأماكن المغلقة. وإرتفع عدد الحكومات التي توصي مواطنيها بارتداء كمامات بشكل كبير في الأشهر الستة الماضية. فبعد أن كانت 10 دول فقط قد أصدرت تعليمات توصي بارتداء الكمامة، اصبحت اليوم 130 دولة توصي بذلك. كما أن وجهات نظر الناس قد تغيرت، ويبدو أن سبب زيادة ارتداء الكمامة يعود إلى زيادة الفهم لأسلوب انتشار مرض كوفيد 19. وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت أدلة كثيرة تشير إلى أن الكثير من المصابين بالفيروس لا يظهرون أي أعراض ولكنهم ما زالوا معدين لغيرهم، وأن أغطية الوجه قد تمنع نقل العدوى.
وخلصت دراسة إلى أن من يرفضون ارتداء الكمامات أو الامتثال لقواعد الوقاية يعانون من قدرة إدراكية أقل، وفقا لموقع جامعة كاليفورنيا الأميركية. ووجد الباحثون خلال الدراسة أن اتخاذ الفرد لقرار الالتزام بالتباعد الاجتماعي مرتبط بكم المعلومات الذي تستطيع ذاكرته العاملة تخزينه، وهي الذاكرة التي تحدد قدرات الشخص العقلية، كالذكاء.
وقام البروفيسور في علم النفس في جامعة كاليفورنيا، ويوي زانغ، وفريقه، بإجراء الدراسة التي شملت 850 مقيماً في الولايات المتحدة، خلال الفترة الواقعة ما بين 13 و25 مارس. ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يتمتعون بسعة أكبر في ذاكرتهم العاملة كانوا أكثر التزاما على الأرجح بتعليمات الوقاية.
لقاح موديرنا
إلى ذلك، وإثر ارتفاع عدد الإصابات بين الشباب مع رصد حالات في النوادي الليلية، حذّر كبير خبراء الأمراض المعدية في اميركا أنتوني فاوتشي الأميركيين من التقاعس، خصوصا الشباب. كما قال فاوتشي إن رعب جائحة كورونا قد ينتهي خلال العام المقبل، إذا استمر تطوير اللقاح على ما يرام. ونقل موقع «بزنس إنسايدر» عن فاوتشي تأكيده أنه في غضون عام أو 18 شهرا، ربما لن يضطر الناس إلى «القلق بشأن الإصابة بهذا الفيروس المرعب». وأضاف في بث مباشر استضافته جامعة جورج تاون «لن يكون هناك لقاح يقي بنسبة 100 في المائة، لكن ما نأمله هو أن يكون اللقاح الجديد فعالا بنسبة 75 في المائة». وجاءت تعليقات فاوتشي بعد فترة وجيزة من تأكيد شركة «موديرنا» الأميركية لصناعة الأدوية أن بيانات التجارب الأولية للقاح الذي تطوره آمن ويثير استجابة مناعية. وقالت الشركة إن التجارب السريرية للقاحها ستدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو الحالي. واللقاح، ساهم في تحفيز استجابة الجهاز المناعي لدى جميع المتطوعين، مع آثار جانبية خفيفة.
الإقلاع عن التدخين
إلى ذلك، أقلع أكثر من مليون شخص في بريطانيا عن التدخين منذ تفشي كورونا بحسب دراسة لمنظمة «آش» اشارت إلى أن أكثر من %41 ممن توقفوا عن التدخين استجابة للمخاوف من تداعيات الفيروس الذي يهاجم الرئتين.