بدأ قادة الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة في بروكسل قمة استثنائية تستغرق يومين سيسعون خلالها للاتفاق على موازنة الاتحاد في الأعوام الستة المقبلة، بالإضافة إلى حجم صندوق الإنقاذ الاقتصادي الخاص بمساعدة الدول الأعضاء الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا.
وفي هذه القمة الأولى من نوعها منذ فرض تدابير الإغلاق في مارس/آذار الماضي، سيحاول القادة الأوروبيون -الذين ارتدوا كمامات واقية- تجاوز الخلافات فيما بينهم بشأن الموازنة، وأيضا بشأن خطة الإنقاذ التي سبق أن اقترحت في أبريل/نيسان الماضي.
وتلقى الخطة معارضة شديدة من عدد من الدول الأكثر ثراء والأصغر حجما، تتقدمها هولندا والنمسا اللتان تعارضان تقديم مبالغ مالية لدول مثل إسبانيا أو إيطاليا بسبب تراخيهما فيما يتعلق بالإنفاق العام.
وتأتي قمة بروكسل في وقت تشهد فيه بعض دول أوروبا عودة للقيود مع ظهور بؤر جديدة لفيروس كورونا، في وقت تدخل الدول الأوروبية مراحل متقدمة من خطط إنهاء الإغلاق الذي فُرض قبل أشهر.
ففي ألمانيا، أعطت السلطات الضوء الأخضر لاعتماد تدابير عزل مشددة في بعض المناطق مع حظر الخروج منها في حال بلوغ تفشي فيروس كورونا الذروة.
وتخشى ألمانيا ظهور موجة ثانية قد يحملها المصطافون العائدون من الإجازات، بعدما كانت من الدول الأوروبية الأكثر نجاحا في تجنب الأزمة.
وفي إسبانيا، طلب من سكان مدينة برشلونة، وهي عاصمة إقليم كتالونيا وتضم 1.6 مليون ساكن، البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة، وذلك بعد تسجيل قفزة في الإصابات بالفيروس.
وقد قررت حكومة كتالونيا إغلاق دور السينما والمسارح والملاهي، ومنع التجمع لأكثر من عشرة أشخاص، ومنع زيارة دور المسنين، وكذلك عدم السماح للحانات والمطاعم باستقبال أكثر من نصف عدد الزبائن.
كما أعادت جمهورية التشيك فرض قيود على السكان في بعض المناطق عقب ظهور بؤر للفيروس.
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون توسيع صلاحيات المجالس المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي بؤر محلية لفيروس كورونا، بما في ذلك إغلاق المحال التجارية وإلغاء التجمعات.
وبينما تتحسب حكومته لموجة ثانية من الوباء في الشتاء المقبل، قال جونسون إن الحياة في بلاده لن تعود إلى طبيعتها قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على أحسن تقدير، محذرا من أن الملاهي الليلية ومناطق لعب الأطفال يجب أن تظل مغلقة، وأن تبقى حفلات الزواج محدودة.
وفي السياق، قال مصدران في الاتحاد الأوروبي لرويترز إن الأخير يتفاوض على اتفاقات مسبقة لشراء لقاحات محتملة للوقاية من فيروس كورونا مع شركات الأدوية مودرنا وسانوفي وجونسون آند جونسون، ومع شركتي التكنولوجيا الحيوية "بيو إن تيك" و"كيورفاك".
وتأتي هذه المفاوضات بعدما أبرمت أربع دول في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي صفقة مع شركة "أسترازينيكا" لشراء 400 مليون جرعة مسبقا من لقاحها المحتمل ضد فيروس كورونا.

