(صحيفة الغارديان البريطانية)
علقت صحيفة “الغارديان” على ما جاء في خطاب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة، بالتذكير بقصة أطفال قديمة تروي قصة نملة تستخدم الصيف للاستعداد لأشهر الشتاء القاتمة، بينما يضيّع الصرصور وقته، ليندم على ذلك لاحقاً مع انخفاض درجات الحرارة.
وتحت عنوان “الشتاء سيأتي”، قالت الغارديان في افتتاحيتها السبت، إنه “على إنكلترا أن تأمل في أن يتذكر بوريس جونسون هذه القصة، حيث أنه وحتى يوم الأربعاء، لم يكن قد تمكن من دراسة التقرير الذي كلفه كبير مستشاريه العلميين، والذي يحذر من أن موجة ثانية من فيروس كورونا هذا الشتاء قد تقتل ما يصل إلى 120 ألف شخص في أسوأ الحالات”.
وأضافت أنه “لو أخذ الوقت الكافي لدراسة الوثيقة، لكان سيصبح أقل سرعة في القول إنّه وبالخطة الجديدة التي كشف عنها، يمكن لكل هذا أن ينتهي بحلول عيد الميلاد”. وأضافت: “صحيح أنّ جونسون لم يقدم أي وعود، لكنه كان واضحاً في الوقت نفسه أنه يأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية”.
وشبهت الصحيفة جونسون بالصرصور في قصة الأطفال قائلة: “لأنه صرصور بطبيعته، غنى لحناً مرحاً: لاستئناف العروض الفنية والمسرحية في قاعات وصالات المسرح والأحداث الرياضية مع المتفرجين والمؤتمرات في أكتوبر/ تشرين الأول إذا سارت الأمور على ما يرام، كما أشار إلى أنّه ربما يتمّ إلغاء إجراءات التباعد الاجتماعي في نوفمبر/ تشرين الثاني”.
واعتبرت أنّ الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تلميحه إلى احتمال “إلغاء الإرشادات الخاصة بتجنب وسائل النقل العام والعمل من المنزل إذا أمكن -اعتباراً من 1 أغسطس/ آب- على الرغم من أنّ كبير المستشارين العلميين، السير باتريك فالانس، أخبر النواب يوم الخميس أنه لا يوجد سبب على الإطلاق لتغيير التوجيه المعمول به حالياً”.
واعتبرت الصحيفة أنّ “السياسات المتبعة الآن أصبحت تتخذ بحسب الأعمال (الاقتصاد) وليس العلم”.
واعترفت أنه “كان للإغلاق آثار عقابية على صحة كثير من الناس ورفاهيتهم وكذلك وضعهم الاقتصادي”. ولكنها لفتت إلى أنه “يجب الموازنة بين التحذيرات القائلة بأنه من دون تغييرات جذرية ‘سوف تموت قرانا ومدننا’ وبين خطر موت الأصدقاء والأحباء”، مبينة أنه “طوال الوقت، كان الجمهور أكثر حذراً من الحكومة. لكنّ العمال يخضعون إلى حد كبير لمطالب رؤسائهم”.
وبحسب الصحيفة، تعتمد الحكومة الآن على عمليات الإغلاق المحلية – بدءاً من إغلاق أماكن محددة وحتى أوامر الإقامة الكاملة في المنزل – وتوسيع برنامج الاختبار. وبينما يُعتقد أنّ أداء إنكلترا في الاختبار والتتبع يتحسّن، لا يزال هناك طريق طويل.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كشف الجمعة عن الخطط الرامية إلى انتقال بريطانيا للعمل بـ”نهج محلي” لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد–19)، وذلك بإعلانه عن جدول زمني لعودة الموظفين للعمل من مقار مكاتبهم واستئناف وسائل الترفيه الجماعي.
وقال جونسون إن النهج الجديد سيعتمد على تكثيف إجراء الفحوصات عندما يتم اكتشاف بؤر تفش للوباء، فضلا عن السماح للسلطات المحلية الإنكليزية بفرض قيود على المشاريع التجارية الفردية أو مراكز التسوق أو مناطق كاملة، حيث “يعتمد هذا النهج المحلي على وجود نظام اختبار فعال”.
ووعد بتخصيص 3 مليارات جنيه أسترليني (3.8 مليارات دولار) لصالح إنكلترا استعدادا “لموجة تفش ثانية” من عدوى فيروس كورونا هذا الشتاء، مع تخصيص مزيد من الأموال للمناطق البريطانية الأخرى.
وتعرض جونسون لانتقادات بسبب قوله إن بعض دور الرعاية لم تتبع الإجراءات للحد من الوفيات بالمرض وطلب منه زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر مرارا الاعتذار. لكن رئيس الوزراء لم يعتذر.