الشعور بالوحدة يضعف المناعة ويحمل في طياته خطرا متزايدا يتعلق بالخرف وأمراض القلب.
تقول الباحثة الصحفية سارة جرين كارميشيل في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء Bloomberg، ونقلته وكالة الأنباء الألمانية إن الجرّاح العام الأميركي السابق فيفيك مورثي يحذر منذ عام 2017، على الأقل، من التأثيرات الصحية لما يصفه بـ " وباء الوحدة"، ولكن صيحته تزداد أهمية هذه الأيام مع مرور شهور من العزلة التي فرضها مرض "كوفيد- 19" الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
والحديث عن التأثيرات الصحية الجسدية للشعور بالوحدة أمر مهم في ضوء وباء كورونا حيث تظهر الشاحنات المبردة أمام المستشفيات حجم ضحاياه.
وترى كارميشيل أنه رغم أن المحادثات الهاتفية وتبادل الأحاديث عبر الفيديو يمكن أن يساعد على الحفاظ على وجود صلة بين الناس، إلا أنها ليست مثل الالتقاء وجها لوجه. كما أن الأشخاص لا يمكنهم دعم كل منهم الآخر بشكل كامل من خلال التكنولوجيا.
وأوضحت البيانات التي نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنه في يوليو/تموز الماضي ذكر 47% من الأشخاص أقل من 30 عاما أنهم يشعرون بالقلق، وأن هذه النسبة تنخفض باطراد مع التقدم في العمر، فقد سجل 13% فقط من الأشخاص البالغين من العمر 80 عاما وأكثر أعراض قلق.
ولقد كان باستطاعة الطلاب في الغالب الحصول على الرعاية الصحية العقلية من خلال كلياتهم، ولكن هذا الأمر أصبح صعبا في ظل غلق المؤسسات التعليمية.
وكان احتمال تسريح من هم في العشرينات من العمر هذا الربيع أكثر من العاملين الأكبر سنا. وفقد واحد من بين كل أربعة من العاملين دون 25 عاما أعمالهم، كما فقد 13% ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما أعمالهم أيضا. وبذلك أصبحوا محرومين من المزايا الصحية، وفقدوا أيضا الإحساس بأهميتهم في الحياة التي يوفرها العمل.
فالشباب هم الأكثر حاجة للصداقات التي تحسن أداءهم، وإلى التواصل الاجتماعي الذي يوطد الصلات وهي أمور يحققونها من خلال العمل.
وتعود كارميشيل فتقول إن كبار السن ربما يكونون أكثر قدرة على التوافق مع العزلة وأكثر مرونة بمواجهة الأزمات. فعقل الإنسان يتغير طوال الحياة، والأشخاص ذوو "العقول الأكبر" يسجلون مستويات أعلى من القناعة والرضا، وهم في وضع أفضل لرؤية الأمور في سياقها الصحيح، والقدرة على التركيز على الجوانب الإيجابية، وهم أقل تفاعلا مع الانتقادات وأكثر دقة عند قراءة مشاعر الآخرين.
لذلك تدعو الباحثة الصحفية إلى مزيد من التفهم تجاه الشباب، وترى أن الشعور بالخجل يدفع الشباب إلى عدم طلب العلاج ويشجعهم على الكذب بالنسبة لما إذا كانوا قد تعرضوا لفيروس كورونا مما يزيد من صعوبة الاختبار والتتبع.