يتناقل العديد من مستخدمي الإنترنت معلومة مفادها أن فيتامين "دي" (D) يحمي من عدوى فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، فما مدى دقة ذلك؟
وتظهر العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين دي هم أكثر عرضة لتطوير أمراض معينة على غرار التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد. لكننا نجهل في الحقيقة ما إذا كان هذا النقص هو المسبب الفعلي للمرض، وفقا لتقرير للكاتب فلوريان جوتيار في صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، نقل فيه عن مجلات ومصادر طبية.
وأضاف الكاتب أن هذه العلاقة السببية قد لوحظت في حالة وجود خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة وخاصة الالتهاب الرئوي. في الواقع، توجد مستقبلات فيتامين دي على سطح العديد من الخلايا المناعية التي تحمي الجهاز التنفسي وكذلك في خلايا الرئة.
كذلك، فإن دراسات نشرت سابقا في المجلة الطبية البريطانية (The BMJ) ومجلة بلوس ون (PLOS One) أظهرت أن مكملات فيتامين دي تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعديد من التهابات الجهاز التنفسي.
هل ينطبق الأمر على كورونا؟
أشار الكاتب إلى أن العديد من الدراسات على مرضى مصابين بفيروس كورونا الذين لديهم أدنى مستويات فيتامين دي، كشفت أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة للوفاة من المرضى الآخرين.
عند هذا المستوى، يمكن التساؤل عما إذا كان هذا النقص مجرد إشارة على تردي الحالة الصحية بشكل عام أم أنه عامل يساهم في تفاقم حالة المرضى. ومع ذلك، فإن التفاعل المؤكد بين فيتامين دي والخلايا المناعية في الشعب الهوائية يرجّح الفرضية ويجعلها معقولة.
وأضاف الكاتب أن بعض المضاعفات الخطيرة لفيروس كوفيد ـ19 ترتبط بفرط الاستجابة المناعية في الرئتين أو ما يطلق عليها "العاصفة الالتهابية".
وفي هذا الصدد، أصدرت أكاديمية الطب في فرنسا يوم 22 مايو/أيار بيانا صحفيا يخلص إلى أن فيتامين دي يلعب دورا هاما في تنظيم وقمع الاستجابة الالتهابية المسببة لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي تميز الأشكال الحادة والقاتلة غالبا من كوفيد-19.
وبيّن الكاتب أنه لا يوجد دليل على أن مستويات فيتامين دي المنخفضة كثيرا لها تأثير مباشر على خطر العدوى. ولذلك لا يمكن اعتبار فيتامين دي طريقة للوقاية أو علاجا لعدوى فيروس كورونا.
فوائد محتملة
من ناحية أخرى، ترى أكاديمية الطب أن الفوائد المحتملة لفيتامين دي يجب أن تؤخذ في الاعتبار علاج المرضى في المستشفيات. يمكن اعتبار هذا الفيتامين مساعدا للتخفيف من العاصفة الالتهابية وعواقبها.
حتى إذا لم يقع تقديم دليل نهائي على فوائده في مقاومة الفيروس، تلاحظ الأكاديمية أن تناول فيتامين دي عن طريق الفم هو إجراء بسيط وغير مكلف. ولذلك توصي بقياس مستوى الفيتامين دي لدى مرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
وفي حالة وجود نقص، يُنصح بإعطاء جرعة من 50 ألفا إلى 100 ألف وحدة دولية، حيث إنها تساهم في الحد من مضاعفات التهاب الجهاز التنفسي. كذلك يمكن وصف مكملات يومية معتدلة من 800 إلى 1000 وحدة دولية في اليوم لجميع مرضى كوفيد-19 الذين لم يبلغوا 60 عاما.
ويحذر الكاتب من أن هذه الوصفات العلاجية لا تخص إلا المرضى المصابين بفيروس كورونا، حيث إن تجاوز الجرعة اليومية القصوى، وهي 100 ميكروغرام أو 4000 وحدة دولية، دون إشراف طبي يمكن أن يكون له آثار ضارة. كما لا يُنصح بتناول جرعات دون الرجوع إلى الطبيب على أمل الوقاية من الوباء.
لذلك الخلاصة هنا أن فيتامين دي ليس عنصرا للوقاية من عدوى كورونا، وهو أيضا ليس علاجا لمرض كوفيد-19.
مع ذلك فإن المرضى المصابين بكوفيد-19 وضمن شروط معينة قد يوصون بالحصول على جرعات من مكملات فيتامين دي، ولكن تحت إشراف الطبيب.
ختاما نؤكد أن المعلومات السابقة هي للاسترشاد فقط، لا تتناول مكملات فيتامين دي لأي غرض دون استشارة الطبيب، والتزم بإجراءت التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وتعليمات السلطات الصحية في بلدك للوقاية من فيروس كورونا.